زملاء

قضية المعارض السوري ثائر الناشف والتزوير في الموقف المصري

ذكرت مصادر سياسية عربية أن قصة التزوير في جواز السفر المعارض السوري ثائر الناشف والتي تكررت مرتين لا أساس لها من الصحة بشيء ، ففي المرة الأولى قيل بأن الجواز الذي أرسل من حلب عبر الأراضي التركية كان مزورا ، وتساءلت المصادر عينها ، أنه إذا كان مزورا فيكف مر على أجهزة الأمن التركية التي تدقق في الجوازات الصادرة والواردة إليها ، إذا ما أخذنا بالحسبان أن الأجهزة الامنية المصرية وسلطة الجمارك في مصر فاتها لأسباب تقنية وفنية اكتشاف التزوير لحظة دخول الجواز عبر شركة الآرامكس العالمية .


وتساءلت المصادر أيضاً، كيف وافقت إدارة البحث الجنائي ومصلحة الهجرة والجوازت بمنح حامل الجواز الجديد إقامة سارية المفعول لمدة سنة إضافة لموافقتها على نقل بيانات الوصول من الجواز القديم المنتهي للجواز الجديد من دون أن تتمكن من كشف التزوير في حينها ؟.
وتضيف المصادر أن توقيف الإعلامي ثائر الناشف في مطار القاهرة بتهمة التزوير كان الغاية منه ، توجيه رسالتين للثورة والمعارضة السورية ، الأولى أن موقف مصر من الثورة السورية قد تغير تغيرا جذريا ، والثانية كانت للإيقاع بالناشف بغرض ترحيله لدمشق ليكون عربون للتقارب المصري الإيراني .
تؤكد المصار أن النظام السوري عاش لحظات من الترقب والانتظار لحين صدور قرار ترحيل ثائر الناشف لدمشق مع أول طائرة عائدة لهناك ، وقام بإجراء اتصالاته عبر سفارته في القاهرة التي لعبت دورا في الدفع بترحيل الناشف لدمشق .
وتعتقد المصادر جازمة أن اتصالات أجراها النظام الإيراني بالسلطات المصرية من قبيل الدفع باتجاه ترحيل الناشف إلى لبنان في حال تعذر ترحيله لدمشق باعتبار أن هذا الأمر قد يسبب حرجا للنظام المصري أمام القوى السياسية والثورية في مصر ، وهو ما أكده الناشف على لسان ضابط أمن الدولة المصري الذي عرض عليه الترحيل للبنان ، ورد عليه الناشف وقائلا: رحلوني إلى جهنم ولا ترحلوني لحزب الشيطان في لبنان .
وكانت اتصالات عديدة قد تلقتها السلطات المصرية من أطراف متعددة من داخل مصر وخارجها للوقوف عند تفاصيل هذا الموضوع والضغط باتجاه عدم ترحيله ، الأمر الذي وضع السلطات المصرية في حالة ارتباك شديدة ، ما استدعى إطالة مدة اعتقال الناشف لأربعة أيام ، إلى أن قررت الإفراج عنه بعد أن وجدت صعوبة بالغة في ترحيله لدمشق او بيروت .
وتابعت المصادر القول إنه في المرة الثانية التي توقف فيها الناشف ، كان الأمر مختلفا ، حيث كان الناشف قد تلقى دعوة من قناة الجزيرة القطرية ، وارسلت له القناة فيزا حكومية رسمية صادرة من وزارة الداخلية ، حيث كان بإمكان السلطات المصرية ووفقا للقوانين الدولية المعمول بها في كل مطارات العالم ، تسفيره حتى لو كان جوازه منتهيا طالما أن دولة قطر قبلت دخوله لأراضيها بموجب منحه فيزا حكومية رسمية .
وكان الناشف قد قام بتمديد جواز سفره من سلطة الائتلاف الوطني الذي شغل مقعد سوريا في القمة العربية التي عقدت مؤخرا في الدوحة وتم الاعتراف به كسلطة رسمية شرعية ، ولكن السلطات المصرية فاجآت الناشف من جديد بتهمة التزوير رغم أن جوازه نظامي وصادر من محل إقامته بالرقة قبل ست سنوات ، وعطلت سفره لقطر ومشاركته في البرنامج الذي كان مخصصا للحديث عن تدخل حزب الله في سوريا ومشاركته نظام الأسد في ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري .

واعتبرت المصادر أنه في المرة الأولى التي أوقفت بها السلطات المصرية ثائر الناشف لم تستطع فعل أي شيء إزاء ما كانت تنوي فعله ، بسبب حالة الارتباك وردة الفعل الناجمة عن قرار الترحيل ، ولكن في المرة الثانية وجدت السلطات المصرية نفسها قد فعلت شيئا يستحق الشكر والثناء من النظام السوري والإيراني، وتمثل بعرقلة سفر الناشف تفويت المشاركة في البرنامج بالدوحة أو عبر مكتب الجزيرة في القاهرة ، وقد تم احتجازه في سجن جنائي يكتظ بالمجرمين واللصوص من أرباب السوابق ، رغم أنه كان يفترض توقيفه كما في المرة الأولى في صالة حجز بالمطار وهي مخصصة للمسافرين الذين لديهم مشاكل تتعلق بالسفر ، ولكن السلطات المصرية آثرت وضعه في سجن لا علاقة له بالمطار، وربما كانت تريد من وراء ذلك إلحاق أكبر أذى بالمعارض السوري من خلال وضعه مع المجرمين في حجرة واحدة .

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق