زملاء

أحمد سليمان : ثقافة الذبح والمتفجرات

 للوهلة الأولى يجد المشاهد والمستمع لفيديو يحمل اسم ( We’re coming to slaughter you – بالذبح جيناكم ) بعض التداخل وأحيانا ما يستدعي الإستماع لأكثر من مرة كي يفكك الإلتباس ، من جهتي بعد قراءة أولى أفهم : ان هذا العمل موجه لنبذ فكرة القتل العمد ، أيا كان مصدره ، ذلك ان ما يحصل في سوريا من عنف متبادل ، الآن ، قد تأسس على عنف مصدره ذات الدولة الراعية لمواطنيها ، ان هذه الدولة بكامل مؤسساتها الأمنية و قيافتها الإجرامية اخذت بالإعتبار توريط طوائف وقوميات ببعضها ، إذ ان المقتول مواطن ، والقاتل مشكوك بوطنيته ، بل حتى بإنسانيته التي طالما يوظفها نظام إرهابي مجرم لخدمته ، وقد ارتضى – هذا المواطن – مكرهاً أومغررا به لا فرق .

تزامن اصدار العمل في الوقت الذي تشجع فيه مجموعة دينية تنتهج سلوك ذات النظام وربما من صنيعته ، خصوصا ان اغلب الجرائم التي تُرتكب بتواريخ ومفارقات سياسية مفصلية ، تتناغم بإيقاع واحد وأحداثيات متقنة لا يجيدها إلا من هم صلب النظام .

 يذكرنا ذلك بأفعال بنادق ومجاهدين برسم الإيجار، هؤلاء يتبنون ” فكر ” أرمز إليه بــ ” ثقافة الذبح و المتفجرات ” وهو عمل بربري غير مقبول وليست له حاضنة اجتماعية أو اي مسوغ في سوريا ، بمعنى ما ثقافة وافدة يعممها مرتزقة على الأغلب ، تعتمد هذه المجموعة على أرضية يسمونها بالمحاكم الشرعية ضاربة وعي الإنسان السوري وثقافته ، الإنسان الذي لا يمكن لقوى الجهالة والتأخر عن ثنيه لما يصبو اليه ، ورفضه لقيم متحجرة ودخيلة على حياته والإساءة لثورته من أجل حرية متحررة وعدالة بوجه الزيف .

أحمد سليمان  www.opl-now.org

كلمات الأغنية: “رح نذبح الشيعة، والإسماعيلية، رح نذبح الكاثوليك، فوق المرشديّة. رح نذبح الأرمن، ونشوي العلويّة، رح نذبح الأكراد، وكلّ الشركسيّة، رد نذبح الدروز، ونحرق كلّ المجوس، رح نذبحهم للسيخ، ونتعشّى بالهندوس. رح نذبح السنة، ونقلي القبيسيّة، رح نسلخ الإنسان، ونمحي البشريّة”.

تقديم الفيديو : في شهر شباط من العام الجاري 2013 نُشر على اليويتوب شريط فيديو يظهر طفلا في شارع من شوارع مدينة بنش في محافظة إدلب السورية وهو محاطا بعدد قليل من الاطفال والشباب، ينشد فيهم واحدا من أناشيد تنظيم القاعده التي تمجد ابن لادن وتحرض على قتل العلويين والشيعة. انتشر الفيديو بسرعه كبيره في في شبكات التواصل الاجتماعي، ونسب الى مدينة بنش بكاملها، وتم استخدمه من قبل بعض الأطراف الموالية والمعارضه للنظام السوري للتحريض على القتل الطائفي والكراهية المذهبية. لم يمض شهران عى هذا الفيديو، حتى ظهر فيديو جديد لطفل آخر يردد فيها أغنيه تمجد الفرقة الرابعة في الجيش النظامي السوري وتحرض على استباحة وتدمير المناطق والمدن السورية الثائرة. وكما الفيديو الاول، تم إستخدام هذا الفيديو من قبل الطرفين للتحريض على القتل والكراهية الطائفية. أمام فداحة مسؤولية من يصور ويحمّل ويروج لهذا النوع من فيديوهات الكراهية والتحريض على القتل والتلاعب ببرأة الاطفال لغايات ومآرب بشعة، فإن السخرية تبقى من الوسائل القليلة القادرة على مقاومة الكراهية والعنف والقتل والطائفية، بالضحك والفرح والرقص والنقد اللاذع. لقد قام فريق “بديات” بانتاج هذا الفيديو الساخر، على أمل أن يستطيع الطفلين أن يعيشا ذات يوم بكرامة وحرية في سورية الجديدة ، حيث لا طغاة ولا كراهية، بل ارادة العيش المشترك في بلد فيه من العدالة والحرية بقدر ما فيه من الفرح والسخرية

To download the song as .mp3:
https://soundcloud.com/aamen-alarand/…

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق