لينا موللا : ماذا يعني أن يكون هؤلاء أجدادنا ؟
ماذا يعني أن تكون سوريا الطبيعية موطئ التجمعات البشرية الأولى، لزمن يبدأ قبل اكتشاف الزراعة ..
فهذه التجمعات تدل عليها الكثير من الآثار وتعود إلى 11 ألف سنة مضت ..
وفيها كان المسرح الأول في التاريخ، والذي أخذه منهم الرومان.
كان أجدادنا يملكون كل مقومات وتقنيات العصر الحجري الحديث،فأسسوا القرى، والمستوطنات، و وابتكروا صناعة الفخار، وتربية الحيوانات، وزراعة الحبوب، لا بل كانت هناك أولى ناطحات السحاب في العالم قبل 11 ألف سنة عندما قامت مجموعات من الصيادين بتشييد أبراج بارتفاع ثمانية أمتار، مع سلالم محفورة في الحجر لأسباب لم تعرف بعد .
بدؤوا كمجتمع للصيادين وجامعين للكلأ والمحاصيل البرية، أسسو لتجمعات ابتكرت الشعائر الدينية، والثقافة المشتركة، وأسلوب الحياة، وانعقاد الشمل حول الولائم، وإيجاد مصدر ثابت للغذاء ..
شكلوا جذور الحضارات الأولى التي قامت على هذه التغيرات الاجتماعية .
هذه التجمعات نشأت نتيجة للحاجة، كما كل الاختراعات البشرية، أوجدوا زراعة الشعير والعدس حول التجمعات المائية، وبالاضافة لصيد الحيوانات البرية، ونتيجة لتراجع عددها، لجؤوا إلى تربية الحيوانات، واقاموا البيوت الواسعة والمزينة، والتي تدل زينتها على أنها جزء من ثقافة شعائرية متطورة، وبهذا أسسوا لبداية الحياة الاجتماعية ..
وحين يسألونك لماذا تعتبر الطباع السورية أجمل طبائع البشر ..
فإن الاجابة ترتبط بمعرفة طباع أجدادنا الذين كانوا رياديين وسباقين في إرساء قواعد العيش المشترك، وابتكار المبادئ التي قوننت أخلاقياً ودينياً العمل والابتكار.
نعم لقد كان أجدادنا عظماء بكل معنى الكلمة ويستحقون كل الاحترام .
هذا يعني أيضاً أننا محظوظون بكوننا امتداد لأجدادنا الذي أسسوا لبداية الحياة الحضرية، وتعاضدوا في هذه المنطقة حاملين رسالة العمل والكد لأجل البشرية ..
ونحن أبناؤهم .. وسنبقى نحمل ذات اللواء .