كل فترة اقرأ لاحد الاصدقاء شيء مختلف عن اردوغان بشكل محبب وايضا نشاهده مرة يلتف حول اسرة سورية ، ومرة يعفي عوائل تركية من ثمن المياه والكهرباء اذا احتوت عندها عائلة سورية …. ان ما اقرأه او اراه او اسمع عنه بات شغل الرجل الناس . وتغلب في معاملته للاجئين السوريين على اخوتنا في اﻻردنيين واللبنانين ..وﻷنني شاهدا كانت لي قصة اخرى شأرويها هنا :
تركت الرقة بعد ان رأيت انه لم يعد لي مقام فيها ( وأنا من أبنائها وقد ولدت بها ) مع اني ارسلت أبني الكبير والعائلة إلى تركيا قبلي بثلاثة شهور تمهيدا للإقامة . كان هذا القرار بعد ان شاهدنا قسوة الدواعش والنظام معا .
غادرت الرقة بمنتصف ليل حالك، بعد ان جرى الاتفاق مع ( قبطان ميكرو باص) وحسب الاتفاق اﻹنتقال إلى سيارة أخرى عند الحدود والمشي على الاقدام خمسون خطوة فقط ، كان ذلك لقاء مبلغ من المال يتضمن ذلك على كل النفقات .
أضواء الرقة خلفنا ، ثم بدأت حواجز داعش التي ﻻ حصر لها لكثرتها ، وهكذا إلى ان وصلنا الى القرية الحدودية السورية التي سيتم العبور منها ، (فاتني ان اقول اننا سندخل تركيا بشكل غير شرعي – تهريب).
انتظرنا لنكتشف ان (الكابتن) كان اول النصابين حيث تبين ان المشي بحدود الخمسة كيلو متر ، الرقم الذي يصعب علي مواكبة الشباب فيه . و قد سرت مع نساء من الدير والرقة ، محاذيا لهن .فيما نجتاز الحدود ليلا الساعة الثالثة قبل شقوق الضوء بقليل .
بعد ساعتين اجتزنا سكة القطار الحدودية ، ثم دخلنا اﻷراض التركية ، وقد طلب منا المهرب التركي التوقف والتلطي أرضا .حسب قوله توجد دوريات من خفر الحدود مع انني لم ارى شيئا ، امتثلنا لطلبه وكنا شريطا من الناس طوله اكثر من مئة متر، نمشي رتلا متناسقا كل ثلاثة ، تجاوز البعض منا الوادي و تأخر قسما منا ربما .
لم اكن ادري ان ما يسميه الاتراك ” الجندرمة ” قد قسمت الرتل وتركت الذين تجاوزوه . احتفظوا بنا ، كان اكثرنا من كبار السن والنساء والاطفال . اختفى المهرب والحمالين من المشهد ، تم تطويقنا بثلاثة من جنود ، معهم سيارة سوداء تشبه سيارة ” بات مان ” التي نشاهدها في اﻻفلام .
تم ضرب الناس واعتلت صيحات النساء واﻻطفال والبكاء الفجائعي . إلى بدا النهار يشعشع وقاموا بتجميعنا بشكل مهين ، وقد دفعوا الناس للهروب باتجاه الاراضي السورية . ” الجندرمة ” اصبحوا قبالتي ، لم يفصلني عنهم سوى مقدمة السيارة .
توقف السائق لانه لو استمر لدهسني ، وقد ذهلت من هذا التصرف ، ﻷنني كنت على يقين “ردوغان ” نصيرا للهاربين من الطاحنة في بلدي ، ﻻ بل خلته للحظات انه خليفة للمسلمين ، كنت اعتقد بأنه سيأخذ بيدي معززا مكرما ، ويدخلني الى اراضيه اﻵمنة ، حيث اللجوء السوري ومخيمات البؤس ايضا .
عندما يتصايح الاتراك او يوجهون تنبيها يقولون بالتركية ” دييي وولن” عرفتها من مشاهدتي لحالنا . وقد إلتف طاقم من المخالفين حولي ، بعد ان توقفت السيارة ، انا اضع يدي على واجه السيارة كمحاولة لردها وكرر لهم بلغة الاشارة انتظروا سنعود . ولم نعد فقد بدأ الجنود باطلاق النار بالهواء .
بدت لي معاملتهم ممتلئة بالكره ومعزرة بالسخرية ، جمعوا حقائبنا وأكياسنا من من المونة والملابس التي أتينا بها فباتت على شكل تلة كبيرة ، ثم أضرموا فيها النار .
تركنا متاعنا وابتعدنا بعد ان التهى الجنود بأمور أخرى ، النار مشتعلة وقد عادوا التفتوا حولنا وهجموا علينا بالهراوات والركل والضرب كيفما اتفق . وقد تم ضرب البعض من بمؤخرة أسلحتهم ثم الركل واستخدموا حتى الحجر .. بينما المشهد على هذا الشكل الرهيب فقد دبت بي شجاعة الروح وتقدمت الجميع بعد ركلة قذفتني مترين .
كان الفعل للشباب الذين معنا ، اجتزنا السكة وابتعدنا ، كانت سيدة من الدير مسنة تبكي على حالها ، واسيتها وقد بدت لي بنت نعمة ، وانني افهم ان دموع الكبير ملعونة .
ها قد أخذنا فكرة عن حلم اردوغان ( باحترام اللاجئين ) تزعزع صدقه حيال قضية السوريين الهاربين من جحيم الخوف لنقع هكذا تحت سطوة جنود اقرب الى شبيحة النظام السوري و مجاهدي داعش .
انتظرنا حتى غادروا باتجاه مجموعة اخرى تبعد بحدود 2 كيلو متر ، المسافة بعيدة وقد تمكنوا من تطويق المجموعة . لم ننتظر كثيرا ، كنا قريبين من الحدود ، وصلنا الى واد مملوء نصفه بالماء ، خرجت منه بعد ان غطا نصفي الوحل والطمي .
مرارة كبيرة وألم لا يوصف ، فقدنا نصف نصف امتعتنا ، إنكسر حلمنا اما ترحيب اردوغان كان كذكرى طيبة او امنيات و عرفنا كيف يستقبلنا اﻷتراك اﻵن .
بعد اقامتي والعائلة لمدة ستة شهور . ومازلنا نبحث عن بيت للإيجار وفي كل مرة حين يعرفون اننا سوريين يتعذرون منا
هذه هي تركيا التي يجب عدم مقارنتها بلبنان او الاردن ، بل بالسويد والنمسا خصوصا وهي في الطريق للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.ارغب بالقول الدولة التركية ستنهض بقوة اذا احسنت معاملة المهاجرين او الهاربين من هول الحرب يفترض ان تكون في صالح السوريين ليس على انقاضهم .
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب