زملاء

بعد معضمية الشام وحمص .. اليرموك كحالة جوع

كتب أحمد سليمان : تدخل الحرب على الشعب السوري سنتها الخامسة ، بدون اي مؤشر يوحي الى انفراج ، المبادرات تلو الأخرى ، باتت سوقا مغتوحا للتسول الواضح ، في الوقت الذي يموت فيه السوريين ببراميل الموت أو ذبحا ، أيضا تزداد المناطق المحاصرة بؤسا ، مدن وأرياف كل من درعا و دمشق ، حمص و حماة وحلب والرقة ودير الزور .. يشتد القصف والقتال ، مجازر تلو الأخرى ، حال ومعين ومكان لتقاطبات مصالح ودول .

تسنى لي متابعة فيديوهات عن الحصار والتجويع الذي يطال عموم السوريين ، واستقر بي الحال اليوم ، لمراقبة ما حصل في مخيم اليرموك ، دخلت مساعدات متواضعة الى مخيم بقي فيه لليوم ما يقارب 18 ألف فلسطيني يعانون من الجوع والحصار منذ 10 يناير 2014 .

تصل المساعدات وسط اتهامات مثبتة لمجموعات ” جبهة النصرة ” التي قامت بمحاصصة المعونات الغذائية ، نفس المشهد يذكرنا بحمص ومعضمية الشام ، وبأكثر من مكان ، حين قامت عصابات أسد بسرقة المعونات الغذائية قبل وصولها .

الحال ، وفق ما نراه ، ليس من مخرج واضح ، لا للحرب ولا لطبيعة ادارة المناطق التي اجتاحها البلاء والمرض ، واغلقت فيها المدارس والجامعات ، ثم تحولت هذه الأمكنة الى مقرات لتسليع السلاح أو ثكنات .

ما بينهما ، نلاحظ عن دور دول ومؤسسات ، فيما نسمع عنها في غير مناسبة . عن عمل لدعم متواصل موجه للسوريين . وكافة المقيمين في البلاد . 

أما في الحديث عن مخيم اليرموك ، ما يلفت نظري كمتابع لهذه المأساة ، لم اجد تدخلا من قبل الدبلوماسية الفلسطينية ، الممثلة بالرئيس محمود عباس ، أقله من اجل انقاذ فلسطيني المخيمات ، التي تآكلها الإنهيار على كافة المستويات . وﻻ أدري إذا مازلوا يتذكرون اليرموك ، او شارع فلسطين ، اللتين هما بالأساس كانتا مقرات مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية ، منذ أيام أعتى قياداتها ، على رأسهم الرئيس المقتول ياسر عرفات . أما اليوم ، وبسبب الحرب الدموية الرهيبة التي يقودها بشار أسد على السوريين ، تحول المخيم الى أطلال ومساحات من بيوت مدمرة، و طوابير من الاجساد تفترش الأزقة بلا معيل أو رقيب ، باحثين عن وجبة طعام تقيهم جوع طويل .

ﻻ أدري اذا كان ثمة من ينتبهه ، للحالة السورية وأدرك مؤشر الأسهم في عداد الحرب القائمة ، والتي كما أعتقد بأنها منذ وصول الجهاديين بمساعدة ألأسد إلى البلاد . دخلت القضية بمسار مختلف ، لم تعد تخص السوريين فحسب . فالدور الحالي ، كما هو واضح لراسمي سياسات المنطقة وأدواتهم من اللاعبين المحترفين .

في ظل هذه المعطيات القاسية ، ننتظر دورا مأمولا من الرئيس محمود عباس ، ومن كل المؤسسات الفلسطينية ، النظر الى جاليتهم بعين حريصة ومسؤولة .

أقله على المستوى المعيشي ، مع انني قارئ جيد عن طبيعة إخوتنا الفلسطينيين المندمجين ضمن نسيج الوطن السوري ، واضعين بالاعتبار ، إن أي تحول مستقبلي قد يحدث ، هو نذير خطر مزدوج ، ذلك أصلا نتاج حرب استقرت بسياسة تجويع يمارسها النظام ، بالتالي نحن أمام منطق تشريد قسري ، كما هو حال عموم السوريين ، وعزل ما بقي منهم أو دفعهم للإنتشار في بلدان الشتات .

لاحقا للتقرير :

1. الحصار الجزئي على مخيم اليرموك استمر من شهر ديسمبر . 2012 لغاية يونيو 2013 ، بعدها دخل الحصار التام الذي بموجبه منع نظام أسد الحد الأدنى من الطعام للمدنيين ، وقد شارك بهذا الحصار حتى شبيحة تابعة لبعض الفصائل الفلسطينية التي كانت تضرب بسيف النظام .
2. اليرموك هو المخيم الوحيد في سوريا ، تعرض لما يمكننا وصفه بالقتل العمد جوعا ، فمات 180 مواطنا حتى اللحظة ، في مجزرة متعمدة أسس لها نظام أسد ، هذا ويؤكد مراقبون إن هذه المجزرة تاريخية فريد لم تحصل منذ نكبة فلسطين .
3. الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أغتيل بمادة سامة ، هذ ما تبين بعد أعوام عشرة ، وقد أزيل غموض وملابسات موته .

المصدر : نشطاء الرأي
www.opl.now.org

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق