زملاء

فرح نجار: مخيم اليرموك.. من “حرب التجويع” إلى “الإبادة”

“إنه يشبه يوم القيامة”، هكذا يصف رامي السيد الحال في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية الأخيرة التي يشنها النظام والقوات الموالية له لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المخيم الواقع جنوب دمشق.

وفي تقرير لموقع الجزيرة بالإنجليزية، يقول ناشطون إن ما لا يقل عن 15 مدنيا قتلوا وأصيب أكثر من مئة منذ تلك الحملة التي بدأت يوم 19 أبريل/نيسان الجاري، وذلك بهدف استعادة مناطق اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوب العاصمة من تنظيم الدولة وبعض قوات المعارضة.
وفي حديث للجزيرة، يقول الناشط رامي السيد الذي كان أحد سكان الحجر الأسود قبل أن ينتقل إلى بلدة يلدا الخاضعة للمعارضة، إن الحملة العسكرية حوّلت مخيم اليرموك إلى “بلدة أشباح”، مؤكدا أنه لا توجد عيادات طبية ولا أطباء ولا أي إمدادات.

ويقول عمار الميداني -أحد الناشطين في يلدا- إن النظام يستخدم مختلف الأسلحة، منها صواريخ أرض أرض وبراميل متفجرة والقنابل العنقودية، واصفا ما يحدث بالكارثي.

حصار أكبر
وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن حوالي خمسة آلاف فلسطيني نزحوا من اليرموك خلال الأيام القليلة الماضية إلى بلدة يلدا المجاورة للمخيم المحاصر من قبل قوات النظام السوري.

ناشطون محليون يقولون إنه لا توجد عمليات إجلاء رسمية، ولكن من تمكّن من الخروج إلى يلدا كان وفق اتفاق توسطت به فصائل المعارضة.

المتحدث باسم الأونروا كريس غانيس يقول للجزيرة إن هناك 1200 شخص فقط في داخل اليرموك الآن، وهو ما يؤكده ناشطون في المنطقة.

ويعجز سكان اليرموك عن التواصل مع العالم الخارجي لأسباب تتعلق بنقص في خدمات الهواتف المحمولة، وبالحصار الذي تفرضه قوات نظام بشار الأسد منذ 2012، وهو ما يعيق توثيق أعداد الضحايا من قتلى وجرحى في المخيم.

كما أن السكان -وفق رامي السيد- لا يتمكنون من شراء حاجياتهم، وقد باتت رؤية الناس في الشارع لم تعد مألوفة، وذلك خشية من عناصر تنظيم الدولة الذين يسيطرون على المخيم منذ 2015، وهو ما يصفونه بأنه حصار جديد لهم.

من تجويع لإبادة
إن تصعيد الحملة العسكرية الأخيرة جنوب دمشق هو الأخير في سلسلة الأحداث المدمرة التي تستهدف المدنيين في اليرموك، الذي كان موطنا لـ160 ألف نسمة قبل 2011.

مجد المصري الذي خرج من المخيم ضمن إحدى الصفقات التي تم التفاوض بشأنها، يقول إن إغلاق “شريان الحياة” الوحيد للمخيم -في إشارة إلى الممر المؤدي إلى يلدا- هو من أقسى أساليب الحرب.

ويصف المصري الحال في المخيم قبل أن يغادر عام 2015 بأنها “حرب تجويع، حرب على الصحة، حرب نفسية”.

غير أن السيد استدرك قائلا إن ما يجري في المخيم ومناطق مجاورة جنوب العاصمة لا يمكن وصفه بالحرب، لأنه أثناء الحروب تتوفر الفرق الطبية والمستشفيات والملاجئ وفرص للهدنة وفتح الممرات الآمنة، ولكن ما يجري بالمخيم هو “إبادة” بكل ما تعنيه الكلمة.

الجزيرة

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق