تساؤلات حول المرحلة الانتقالية ومستقبلها

أحمد سليمان : لا شك أن التحولات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخراً، بما في ذلك وصول أحمد الشرع إلى سدة الرئاسة، كانت مفاجئة لكثيرين، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. ومع ذلك، تبرز تساؤلات جوهرية حول آلية هذه التغييرات ومدى تعبيرها عن الإرادة الشعبية.
إحدى القضايا المثيرة للنقاش تتعلق بالإجراءات التي تم اتخاذها بعد هذا التغيير، مثل حل مجلس الشعب وحزب البعث، وتفكيك الأجهزة الأمنية والمليشيات ( بدون حل مليشيا قسد)، وإلغاء الدستور السابق. لا شك ان ذلك امر هام ولكن فهل تمثل هذه الخطوات بالفعل إصلاحات جوهرية تعكس إرادة السوريين، أم أنها مجرد تغييرات شكلية تعيد إنتاج المشهد السياسي بوجوه جديدة؟
يطرح المؤتمر الذي شهد تنصيب الشرع رئيساً تساؤلات حول رمزية تسميته بـ”مؤتمر النصر”. فإذا كان هناك انتصار، فمن الذي انتصر فعليًا؟ وما هو الشكل المتوقع للمرحلة الانتقالية؟
بالإضافة إلى ذلك، يطرح المؤتمر الذي شهد تنصيب الشرع رئيساً تساؤلات حول رمزية تسميته بـ”مؤتمر النصر”. فإذا كان هناك انتصار، فمن الذي انتصر فعليًا؟ وما هو الشكل المتوقع للمرحلة الانتقالية؟ هل سيتم وضع خارطة طريق واضحة تتضمن جدولاً زمنياً للإصلاحات السياسية والانتخابات، أم أن الغموض سيظل يلف المشهد؟
أما فيما يخص التواصل بين القيادة الجديدة والشعب، فإن غياب خطاب يشرح الرؤية المستقبلية يزيد من حالة الترقب والشك. فهل سيتمكن السوريون من الاستماع إلى رؤية واضحة للمرحلة المقبلة؟ وهل سيشهدون تغييرات حقيقية تعزز المشاركة السياسية، أم أن الواقع سيعيد نفسه في صورة مختلفة؟
وأخيرًا، يبقى السؤال الأهم: هل سيحصل السوريون على فرصة حقيقية لاختيار قيادتهم من خلال انتخابات حرة وشفافة، أم أن التحولات ستبقى محكومة بمعادلات لا تعكس إرادتهم بشكل مباشر؟