بعد بيان مشايخ العلويين.. ناشطون يدعون الطائفة العلوية للانضمام إلى الثورة
ردود «بالجملة» على البيان والبعض اعتبره «بداية مشجعة».. وآخرون: متأخر جدا
تناقلت المواقع والصفحات الإلكترونية المواكبة للانتفاضة السورية بكثافة البيان الموقع من ثلاثة من كبار المشايخ العلويين في مدينة حمص هم مهيب نيصافي وياسين حسين وموسى منصور، والذين أكدوا فيه براءتهم من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها النظام السوري بحق المتظاهرين العزل، المطالبين بحقوقهم وحريتهم».
وفيما رأى الناشطون السوريون «إلكترونيا» في البيان بداية مشجعة يمكن البناء عليها ودليلا على وحدة الشعب السوري في مواجهة حملة القتل والقمع التي يتعرض لها، اعتبر ناشطون آخرون أن البيان جاء «متأخرا جدا» لأن المطلوب اليوم «أفعال وليس أقوالا»، مؤكدين أن «العلويين هم أكثر من يساندون نظام الأسد»، كما أنهم «لم يخرجوا في أي تظاهرة منذ بدء التحركات الشعبية منتصف مارس (آذار) الفائت». وبدت مواقف بعض الناشطين شديدة الانفعال، إذ اتهم بعضهم العلويين بالمشاركة في «قتل المدنيين من المتظاهرين». وقال أحد الناشطين ويدعى محمود، تعليقا على تعليقات منوهة بمضمون البيان المنشور على صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» «إخواني لو تسمعون كلام العامة من العلويين خاصة في حمص لتكلمتم غير هذا الكلام، فهم يتكلمون عن الثوار بأنهم خونة ومندسون ويهود ومستعدون لإبادة ثلثي شعب سوريا». وأوضح ناشط آخر يدعى علي: «نريد أفعالا لا اقوالا وعليهم تحريض أولادهم في الجيش على الانقلاب على بشار، شبعنا كلاما معسولا طيلة 42 عاما».
وكان المشايخ الثلاثة أكدوا في بيانهم أن «نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم ولن يمثل طائفتهم الشريفة في أي حال من الأحوال»، معلنين البراءة «من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه من الذين ينتمون إلى كل الطوائف – ونتحمل مسؤولية ما نقوله». ونفى المشايخ «وجود عمليات خطف وقتل بحق أبناء الطائفة العلوية في حمص»، مشيرين إلى أن «الأخبار التي تذاع يوميا عن عمليات خطف وقتل وتنكيل بأبناء الطائفة العلوية جميعها عارية عن الصحة، كالأصوات المنكرة التي لا هم لها إلا التفرقة».
ودعا المشايخ الثلاثة «أبناء الشعب السوري للانخراط في المظاهرات السلمية»، معتبرين أنه «قد مر على هذه الثورة ما يقارب 6 أشهر، قتل فيها من قتل، وجرح فيها من جرح، وتبدو الأجواء مهيأة لانتصارها، فلم يبق طريق لحفظ النفس والعِرض سوى الالتحاق بالمظاهرات السلمية، التي ستشكل ضربة قاصمة لظهر النظام، فهذا النظام ورئيسه لن يبقيا على صدوركم إلى الأبد».
وفي حين لا تتضمن مواقع الإنترنت وصفحات الناشطين السوريين أية معلومات عن المشايخ الثلاثة وسيرهم الشخصية ومدى تأثيرهم في الشارع السوري، أوضح أحد الناشطين السوريين لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشايخ الطائفة العلوية معروفون في صفوف العلويين فقط وهم لا يظهرون بتاتا على وسائل الإعلام ولا مواقف سياسية يجاهرون بها على الإطلاق».
من جهة أخرى، استعاد ناشطون سوريون الهتافات التي يتم إطلاقها خلال التظاهرات على غرار «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» للتأكيد على أن لا مكان للطائفية في الشارع السوري. وشكر أحد الناشطين ويدعى روبير «مشايخ الطائفة العلوية الشرفاء»، مشددا على أن «صيغة الحمض الوراثي للشعب السوري ولون دمه واحد، والمستقبل واحد والأرض واحدة». ودعا إلى أن «نبني سوريا بيد واحدة من دون عصابة الأسد ومخلوف».
ورأى ناشط يطلق على نفسه اسم «خروف حمصي مندس» أنه «شيء جميل أن يخرج بعض الشرفاء ليستنكروا مع أن تبرؤهم جاء متأخرا جدا جدا، لكن الحمد الله على السلامة ونقول لكل شريف الله محيي أصلك». ووصف كارلوس البيان بأنه «بداية رائعة بإذن الله»، وسأل: «ماذا نريد غير أن يتحد كل السوريين بوجه الطغاة الأسديين»، متوعدا كل «من قتل وعذب بأنه سيحاكم أمام القضاء». واعتبر أنه «بهذا الشكل نمنع الفتنة».
ودعت ناشطة أخرى باسم «أكاسيا الورد» العلويين إلى «مشاركتنا في التظاهر لإثبات صدق نواياهم»، وقالت: «لا أعلم ما الذي يدفعهم إلى الاختباء خلف بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع»، مؤكدة أنه «حان وقت الأفعال لا الأقوال».
بيروت: ليال أبو رحال