زملاء

سارة قريرة : رياح الاحتجاج تهب على كامل سوريا

أنكر النظام السوري لأيام عديدة تواجد أية احتجاجات أو قتلى في جهة درعا، جنوب البلاد، رغم العنف الذي تشهده المنطقة منذ يوم الجمعة 18 مارس / آذار. لكن السلطة تبنت موقفا مغايرا يوم الخميس إذ اعترفت بسقوط ضحايا ووعدت بإصلاحات سياسية. رغم ذلك، أبت رياح الغضب في سوريا إلا تفاقما لتعصف على كامل جهات البلاد.

أودت اشتباكات يوم الأربعاء الدامية بحياة أكثر من مئة شخص، استنادا لما أعلن عنه نشطاء حقوقيون سوريون وتحولت الجنازات إلى مناسبات لحشد الآلاف من المتظاهرين. وخلال اللقاء الصحفي الذي قامت به المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، وعدت بثينة شعبان بعدد من الإصلاحات السياسية وبالإفراج عن كل من تم اعتقالهم في أحداث درعا.

وإن بدا الاستسلام من طرف النظام السوري أمام غضب الشارع، على غرار ما حصل في بقية البلدان العربية، فقد ضاعف الرأي العام من قوة الاحتجاجات ولبى عشرات الآلاف يوم الجمعة 25 مارس/آذار نداء “جمعة العزة”، إذ خرجوا للتظاهر في مختلف المدن. وقد نتج عن هذه الاحتجاجات العارمة اعتقالات عديدة وقتلى جاوز عددهم العشرين في صنمين، قرب درعا.

مظاهرات في حي برامكة، في دمشق. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار

“السلطة السورية ضيعت على نفسها البارحة فرصة وقف دوامة العنف”

عمر يقطن دمشق وشارك في المظاهرات، وقد كان أعرب لنا يوم الأربعاء 23 مارس/آذار عن شكوكه بشأن اتساع رقعة الاحتجاجات. لكنه اليوم يقر بتفاجئه ويفسر لنا أسباب تطور الأوضاع.

أعتقد أن الملتقى الصحفي الذي أجرته بثينة شعبان البارحة كان شرارة انطلاق الاحتجاجات في باقي المدن السورية. من الواضح أن جميع الأسئلة كانت جاهزة ومدروسة مسبقا. صحيح أن الحكومة اعترفت بسقوط قتلى وقدمت تعازيها لعائلات الشهداء. لكن ذلك لا يعني أن مجرد وعود كاذبة ستفي بالغرض لامتصاص غضب الشارع. لقد سئمنا سماع هذا النوع من الخطابات منذ عشر سنوات.

في دمشق
مظاهرات في مسجد الأمويين. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار

بعد صلاة الجمعة، خرج تياران إلى شوارع دمشق : منهم من نادى بمظاهرة “جمعة الغضب” وأغلبهم من المصلين [تظاهر العديد في ساحات المساجد في مختلف المدن] وآخرون من شباب المدينة، خرجوا يمتحنون صدق وعود الحكومة. وما راعهم إلا أن قامت قوات الأمن بقمع الاحتجاجات رغم أن المظاهرات كانت سلمية ولم ترفع شعارات مناهضة للنظام بل كانت كلها تندد بما حدث في درعا. كان أعضاء قوات الأمن يلبسون الزي المدني ويتنقلون بحافلات. رأيتهم بأم عيني يلقون القبض على شباب المظاهرات ثم يقومون بإنزال أفراد من الحافلات يحملون صور بشار الأسد وأعلام سوريا ويهتفون للنظام.

حلب
مظاهرات أمام الجامع الكبير. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار


أعتقد أن السلطة السورية ضيعت على نفسها البارحة فرصة وقف دوامة العنف والمضي في طريق الإصلاح الحقيقي. عوض ذلك، ما فتئ المسؤولون يصرون على المواقف ذاتها ويتبنون نفس الخطاب الرسمي، دون اكتراث للواقع الذي نعيشه. لكنني آمل رغم ذلك أن السلطة ستعود إلى رشدها وأنها ستقوم باحتواء الموقف قبل أن تغرق البلاد في حمام دم.”

حمص
مظاهرات قرب الساعة القديمة. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار

جبلة
مظاهرات أمام جامع أبي بكر. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار

بانياس
نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار

تم نشر هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق