نزوح ومعارك متواصلة بمعركة “تحرير الساحل” والجيش الحر يسقط طائرة شحن بدمشق
أفادت شبكة سوريا مباشر مساء الأربعاء بأن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة شحن فوق مطار دمشق الدولي من دون أن تعطي تفاصيل أخرى، في حين تواصلت المعارك بين الجيشين النظامي والحر في ريف اللاذقية غربي سوريا، وتركزت المعارك بين الجانبين في جبل الأكراد وقمة جبل النبي يونس، بينما قصفت قوات النظام جبل التركمان.
كما شهدت أحياء في دمشق اشتباكات عنيفة حيث استهدفت المعارضة المسلحة نقاط تمركز للقوات الحكومية. وقد قتل 119 شخصا في سوريا الأربعاء معظمهم في دمشق وريفها، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأدت المعارك العنيفة بريف اللاذقية بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، مما أرغم عشرات العائلات، حسب ناشطين على النزوح من عدة قرى في المنطقة، في حين أعلن عن مقتل 62 من مسلحي المعارضة في كمين بريف دمشق وسط تواصل للمعارك في عدة مناطق بسوريا.
وبث ناشطون صورا قالوا إنها لقصف تجمعات للشبيحة وقوات النظام في محيط مدينة القرداحة-مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد- وبلدة السامية حيث دمر مستودع للذخيرة، كما قصف الجيش الحر حواجز لقوات النظام في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، ويأتي هذا ضمن معركة أطلق عليها الجيش الحر “معركة تحرير الساحل”.
وتواصلت الاشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في محور قمة جبل النبي يونس المشرفة على طريق الإمداد في ريف إدلب، وقصفت قوات النظام مناطق في جبل التركمان مما أدى إلى نشوب حرائق فيها.
وفي دير الزور شرقا أفاد ناشطون أن كتائب المعارضة المسلحة استهدفت بقنابل محلية الصنع أحد معاقل الشبيحة في دير الزور.
كما قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن كتائب المعارضة استهدفت أيضا مدفعية الجبل التابعة لقوات النظام بصواريخ محلية الصنع، في محاولة منها للسيطرة على المدفعية التي تعد من أهم المواقع التي يقصف من خلالها النظام المدينة، في حين قصفت عناصر النظام مدينة محكان بريف دير الزور الشرقي.
كمين
وكانت مصادر حقوقية قد قالت إن 62 من مقاتلي المعارضة قتلوا فجر الأربعاء بكمين نصبته القوات النظامية لهم قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “استشهد 62 مقاتلا من الكتائب المقاتلة على الأقل غالبيتهم من الشباب، وفقد ثمانية آخرون إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر الأربعاء في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية”، شمال شرق العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله إن القوات النظامية “قضت اليوم في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية”.
والكمين هو الثاني الذي تنفذه قوات نظام الرئيس بشار الأسد في المنطقة نفسها، إذ أعلنت عن قتلها 49 مقاتلا معارضا في كمين مماثل في 21 يوليو/تموز.
اشتبكات عنيفة
يأتي ذلك في وقت شهد فيه حي القابون بدمشق اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات الأمن والشبيحة.
وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة قصفوا بقذائف الهاون تجمعا للدبابات وآخر للشبيحة داخل الشركة الخماسية بحي القابون وحققوا إصابات مباشرة، في حين تصدت كتائب المعارضة لرتل عسكري عند محطة العباسيين أسفر عن تدمير دبابة، كما تجددت الاشتباكات بين الطرفين على طريق المتحلق الجنوبي ضمن عملية فك الحصار من جانب المعارضة المسلحة عن تلك المناطق.
وفي درعا بجنوب سوريا اشتبكت عناصر من الجيش الحر مع قوات الأمن والشبيحة في محيط كتيبة الهجانة بمدينة درعا بجنوب سوريا.
وقالت شبكة شام إن الاشتباك استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة في محاولة من الجيش الحر لإحكام السيطرة على الكتيبة، كما قصفت عناصر الجيش الحر تجمعات الأمن والشبيحة في حي المنشية.
في غضون ذلك جددت قوات النظام قصفها المدفعي لمدن وبلدات ناحتة وسحم الجولان وجلين بريف درعا.
حلب مدمرة
من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية أن مدينة حلب “دمرتها” الحرب، وأن سكانها يتعرضون لقصف يومي من قوات النظام وسوء معاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأفادت المسؤولة في المنظمة دوناتيلا روفيرا أن “حلب مدمرة بالكامل” مشيرة إلى فرار عدد كبير من سكان هذه المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع.
وأرفقت المنظمة تصريحاتها بتقرير يتضمن صورا بالأقمار الصناعية لعدد من أحياء المدينة قبل وبعد بدء المعارك في يوليو/تموز 2012.
وتظهر الصور “الطابع المقلق لاستمرار النزاع وسط استهتار تام بالقواعد الإنسانية الدولية بما يؤدي إلى دمار واسع النطاق والموت والتهجير”، بحسب المنظمة.
وقالت المنظمة إن “القوات الحكومية قصفت بلا هوادة وبلا تمييز المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى المعارضة (…) والمدنيون أولا هم من يعاني من هذه الهجمات فيما يتعرضون في الوقت نفسه لسوء المعاملة من طرف مجموعات مسلحة معارضة”.
المخابرات الجوية
وشن مقاتلو المعارضة هجوما الاربعاء للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية، أحد أبرز معاقل النظام في حلب.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن “مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة” بالمبنى الواقع عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة، وتشارك في الهجوم كتائب عدة بعضها إسلامية أبرزها “جبهة النصرة”.
وتأتي الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، بعد أشهر من الحصار والمعارك.
المصدر:الجزيرة + وكالات