بهية مارديني: سميرة المسالمة… من رئيس تحرير “تشرين” إلى مدير قناة “18 آذار”
تواجه الإعلامية السورية المنشقة ورئيس تحرير صحيفة “تشرين” السابقة، سميرة المسالمة، حملة مزدوجة ضدها، من النظام ومن داخل الائتلاف الوطني المعارض، إلا أنها تؤكد أنها لا تفكر في منصب سياسي مستقبلًا وتكتفي بإدارة قناتها التلفزيونية “18 آذار”.
منذ شهور ووسط مصاعب في التمويل ومن العاصمة الأردنية عمّان تدير الإعلامية السورية المنشقة سميرة المسالمة رئيس تحرير جريدة تشرين السابقة، وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض حاليًا، تدير قناة 18 آذار، التي انطلقت في 18 آذار/مارس 2012، وكانت تبثّ سابقًا تحت اسم “سوريا الكرامة”.
هذه الفضائية ما زالت تحت إطار البثّ التجريبي، وضمن طاقمها إعلاميون سوريون متميّزون، يعملون على مدار اليوم، ليقدموا صوت المواطن السوري وصورة المعارضة وكل ما يستجد على الأرض، كما تقدم القناة خدمة الأخبار العاجلة على مدار 24 ساعة، وتوزّع تقريرًا خاصًا عن كل ما يخصّ الشأن السوري داخليًا وإقليميًا ودوليًا. وللقناة شبكة مراسلين داخل سوريا يعملون بشكل تطوّعي، ولا يتقاضون مبالغ مالية.
القضية قبل الراتب
معظم الإعلاميين في قناة “18 آذار” لم يقبضوا مرتباتهم منذ ثلاثة شهور، لكنهم يعتبرون أن القضية السورية قضيتهم، وأن إظهار ما يجري في الداخل وإبرازه بصدق مهمتهم.
هذا وكانت القناة قد بثتّ بشكل حصري تفاصيل دخول رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا إلى المناطق الحدودية السورية مع الأردن وزيارته درعا وإقامته صلاة الجمعة هناك، وأحيانًا تتشارك القناة الأحداث المهمّة مع قناة “العربية” لتواكب ما يجري على الأرض أولًا بأول.
حب بشار بالإكراه
بدأت الأمور تتغيّر في طريق المسالمة عندما اشتعلت درعا غضبًا، لتكتب هذه المحافظة بداية تاريخ الثورة السورية. واختار النظام الحلّ الأمني كردّ على معارضيه. وكابنة لدرعا ولسوريا، وضعت المسالمة اللوم على الأجهزة الأمنية تجاه ما يحدث في سوريا، وذلك خلال ظهور لها على قناة “الجزيرة”، واتصل بها اللواء علي مملوك مدير المخابرات العامة، طالبًا منها الظهور مرة أخرى على الفضائيات، والاعتذار علنًا عن التصريحات، وتصحيحها بالشكل الذي يريده النظام، إلا أنها رفضت بشدة.
لكن لها جملة شهيرة بعد إقالتها من عملها في جريدة “تشرين” يرددها منتقدوها، وهي: “سأعلّم أولادي حب بشار الأسد”. ويبرر أفراد مقرّبون من العائلة أنها عندما قالت تلك العبارة كانت البندقية موجّهة نحو رأس أحد ولديها.
سميرة المسالمة اليوم متحفظة جدًا في تصريحاتها، ولا تحاول الظهور على وسائل الإعلام، ولا تقبل الإدلاء بأية تصريحات صحافية، كما لا تقبل أن تستعرض عملها وعمل فريقها، خاصة بعدما أصبحت عضوًا في الائتلاف الوطني في التوسعة الأخيرة، وكان لافتًا في القترة القريبة الماضية أنها لا تكتب حتى على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إلا ما ندر من المواقف، ولا تسجّل فيها أي جديد.
حملة مزدوجة
عزت ذلك مصادر في الائتلاف إلى أن ثمة من يتصيّد للمعارضة السورية أخطاءها، وأن هناك حملة مبرمجة على المنشقين عن النظام، رغم أن المسالمة تؤكد أنها لن تعمل في أي منصب مقبل في سوريا، لأنه لا يمكن للمنشق، وبعدما كان يعمل في كنف النظام وفي أي منصب كان، لا يمكن له أن يكون في صفوف النظام الجديد المرتقب في سوريا المستقبل.
ينقل عنها أصدقاؤها أنها تتعرّض لحملة داخل الائتلاف الوطني مجهولة الأسباب، إلا أن آخرين يقولون إن ذلك مبالغ فيه، ويقللون من حجم ذلك، لأنه من الطبيعي، وضمن إطار 114 شخصًا داخل الائتلاف، أن تجد أكثر من رأي. والعبرة في النهاية تقديم صوت واحد حقيقي يعبّر عن رأي الأطياف والكتل التي فيه.