النظام السوري يستخدم الجوازات سلاحاً ضد معارضيه بالخارج
سماسرة السفارات السورية حول العالم يبيعون جوازات السفر عوضاً عن منحها
دبي – صخر ادريس : تفاعلت من جديد قضية عدم تجديد جوازات سفر السوريين التي انتهت صلاحيتها وهم خارج سوريا في مختلف بلدان العالم. ويواجه السوريون عقبة حقيقية في عدم تجديد جوازات السفر، مما يوقعهم في الكثير من المشاكل في الدول التي يقطنون بها ويعملون فيها، والتي يتحتم عليهم تجديد إقاماتهم فيها.
واعترضت السوريين مشكلة عدم تجديد جوازات السفر منذ شهر يوليو المنصرم، حيث عانى المراجعون بعد تقديم طلبات التجديد من عدم الرد عليهم بخصوص الطلبات، وبعد مراجعتهم للقنصلية أو السفارة التي قدموا الطلب فيها، يتم التهرب من الإجابة المباشرة بحجة عدم وصول الموافقة من سوريا.
وقام شباب سوريون بإنشاء صفحة أطلقوا عليها اسم “سوريون من أجل جواز السفر” بغية تسليط الضوء على عدم تجديد جواز السفر، كقضية وطنية إنسانية ألحقت الضرر والأذى بجميع من تم رفض تجديد جوازاتهم “لأسباب أمنية”، كما يحلو للنظام السوري تسميتها.
وقال أحد مديري الصفحة “عمار” في حديثه لـلعربية نت: “هدفنا من إنشاء الصفحة هو تسليط الضوء على عدة أمور، منها السوريون العاملون في الخارج والذين يساعدون أهاليهم في الداخل، والآن بسبب إيقاف تجديد جوازات السفر وقعوا في احتمالية طردهم من العمل لعدم قدرتهم على تجديد الإقامات بجوازات منتهية الصلاحية.
وأشار إلى أن الحملة “تهدف إلى إيقاف سماسرة السفارات في الخارج حيث يقومون ببيع كل جواز بمبلغ يتراوح من 2000-4000 دولار، عوض أن يقوموا بمنحها للمغترب، كما أن هناك آلاف السوريين الذين لجأوا إلى الدول المجاورة وليس لديهم ما يثبت هويتهم، وخاصة الطلبة، مما سيقف عائقاً أمام الحصول على أي فرصة قد تغير حياته، نحن نحاول أن نقوم بعمل إنساني من خلال تسليط الضوء على هذه الكارثة”.
رحلة عذاب في دول الغربة
وتنوعت معاناة السوريين في عدم تجديد الجوازات في جميع الدول التي يقيمون فيها، حيث أفاد مقيم سوري في المغرب بأنه قدم أوراقه لتجديد جواز سفره منذ حوالي العام، ولكن لم يتلق الرد لغاية الآن، مما يجعله عاجزاً عن تجديد إقامته.
وقال سوري مقيم في لبنان إن السفارة السورية رفضت تجديد جواز سفره، مما اضطره للسفر إلى اسطنبول في تركيا محاولاً تجديد الجواز هناك، إلا أنه قوبل بالرفض أيضاً، علماً أن جواز سفره سينتهي بعد عدة أسابيع، وهو في حيرة من أمره.
وقال سوري مقيم في إحدى دول الخليج العربي للعربية نت، نتحفظ على ذكر اسمه، إن جواز سفره انتهت صلاحيته منذ إبريل الماضي، وإنه لم يحصل على موافقة التجديد لغاية الآن، علماً أنه دفع البدل النقدي للخدمة الإجبارية، وهي عادة ما تكون الذريعة في عدم التجديد.
وقال إنه “في كل مرة يراجع القنصلية كانوا يطالبونه بالعودة إلى سوريا لمراجعة الجهات الأمنية، وهو ما اعتبره ضرباً من الخيال، لأنه مطلوب حاله كحال السوريين المعارضين للنظام السوري. وقال إنه في موقف حرج للغاية، لانتهاء إقامته ويعجز عن تجديدها، بسبب انتهاء صلاحية الجواز، وسُيعتبر بذلك مخالفاً لقوانين الدولة التي يقيم ويعيش فيها، وهذا ينسحب على جميع السوريين الذين انتهت صلاحيات جوازات سفرهم أيضاً، ويؤثر ذلك سلباً فيمن لديهم عائلات وأبناؤهم في المدارس التي لن يستطيعوا استكمال الدراسة فيها بسبب انتهاء مدة الإقامة وعجزهم عن تجديدها”.
سوق سوداء للجوازات
خلقت الحاجة الماسة لجوازات السفر سوقاً سوداء انتعشت بشكل كبير، حيث اضطر بعض الذين رفض تجديد جوازات سفرهم إلى الخضوع لبعض ممارسات الابتزاز في شراء الموافقة على التجديد من خلال بعض الوسطاء الذين ينتمون إلى النظام السوري، وفي بعض الأحيان يكون الوسطاء ممن هم محسوبون على المعارضة السورية.
وقال مواطن سوري مقيم في إحدى الدول الخليجية إنه دفع مبلغاً قدره 4 آلاف دولار لتجديد جواز سفره في سوريا، علماً أنهم رفضوا تجديده في القنصلية، وطلبوا منه مراجعة دمشق شخصياً لأسباب أمنية، إلا أنه قام بدفع المبلغ المذكور، وحصل على جواز جديد من داخل سوريا بعد 10 أيام، في حين قضى ما يزيد على 3 أسابيع يراجع القنصلية التي رفضت تجديد الجواز.
وهذا بعث على التساؤل والجدل بين السوريين في كيفية تجديد جواز السفر لأشخاص تم رفض معاملاتهم سابقاً في القنصليات والسفارات السورية لأسباب أمنية.
الجدير بالذكر أن موقع وزارة الخارجية السورية يفيد بآلية تقديم الطلبات للحصول على جواز سفر للمقيمين خارج سوريا، حيث يوجه المواطنين لتقديم طلبات الحصول على جواز سفر جديد إلى السفارة في البلد الذي يقيم فيه قبل 6 أشهر من انتهاء صلاحية الجواز القديم، تلافياً لما يمكن أن يتعرض له المواطن السوري المقيم خارج الدولة من مشاكل نتيجة انتهاء صلاحية جواز سفره أو إقامته.