زملاء

أحمد يوسف : ايمان اقل فحولة اقل


(ولك حاج تلحمس في سماها الك ساعة وما عرفت تفتح علبة سمنة! كيف بكرة بدك تتزوج انت، كيف؟)، هكذا قال فادي قبل ان يأخذ علبة السمنة ويفتحها بالمقلوب. لا ادري كيف انتقل فادي بعد ذلك من حديث فتح علبة السمنة وزواجي الى حديث الشيخ عبد الرحيم الذي استفاض في عرضه في درس الديانة الاخير لمعجزات الانبياء عليهم السلام والأولياء في معاشرة النساء: الايمان القوي يهب طاقات فحولية قوية، هذا كان مغزى الدرس المذكور. (والله انا قدرتي خمس نسوان في اليوم الواحد ما اكتر)، هكذا قال اياد تعقيبا على استدعاء فادي لحديث الشيخ عبد الرحيم عن معجزات نبي عاشر في يوم واحد اكثر من اربعين امرأة. ولم يكن لأحد منا حقيقة تجربة في معاشرة النساء سوى في شطحات مخيلاتنا السرية. (انا اكتر من سبع نسوان في اليوم الواحد ما خرج)، هكذا قال فادي قبل ان ينظرا الي بنظرات استجواب تنتظر تصريحي البوحي بهذا الصدد. لم تكن فحولتي، انا الذي لم يمض اكثر من بضعة اشهر على تحولي من طفل الى مراهق يدعي الرجولة، بمستوى الارقام المذكورة فاضطررت لأن اسهب في عرضي لطاقاتي الفحولية المتواضعة كمن يشكو مصيبة فسردت لهم كيف كنت اعيش تجربة الفحولة في غرفة مطبخنا الانفرادية متجسسا على جارتنا يارا من خلف ثقب بالجدار وهي ترقص في مطبخ بيتها بثيابها الخفيفة:(والله يا شباب كل ما هزت هزة انطبعت تيابها على جسمها ورسمتها رسم وكلما انطبعت تيابها على جسمها كلما ارتفع ضغطي ودرجة حرارتي وانحبست انفاسي وتشنجت اعصابي وتصبب عرقي ونمّل جسمي وانقلبت عيوني لورى هيكي وشتت الدنيا بعدها عسل. و بعد كل تشتاية عسل بصير فيني يا شباب متل قالب تلج وداب و بسحل حالي سحل للفرشة وباخدها نومة لتاني يوم الصبح متل مريض في غرفة الانعاش). ما ان انهيت حديثي المفجع عن فحولتي المتواضعة انا الذي اذوب من مجرد هطول واحد للعسل حتى امطروني نصائح وعظات. (هادا من قلت الايمان)، قال فادي قبل ان يضيف ( يا ابو حميد توب لربك ورجّع المصحف الي سرقته من الجامع لكبير ومعك معك بتصير فحل اكتر، وإذا ما صارت قدرتك خمس نسوان في اليوم فتنتين على الاقل). والمصحف المذكور سرقته بعد ان فرض الشيخ عبد الرحيم شرائه قائلا: (من لا يقتني مصحفا لا يأتي الى درسي في الحصة القادمة). لم تطل توبتي اكثر من اسبوعين فانتهت حين سرقت في ليلة القدر كتابا اسمه تنوير القلوب كان الشيخ عبد الرحيم قد فرضه علينا دونما ان يسألنا ان كنا نملك امكانية شرائه. (ولك يخرب بيتك كيف سرقته؟ ومن الجامع وفي ليلة القدر! والله لتروح كل فحولتك. كيف بدك تخلّف اولاد بكرة قلي كيف؟ اللحمسة ما بتحبل يا ابوحميد والخلفة بدها فحولة). لا ادري حقيقة لماذا جعلتنا دروس الديانة مهمومين بالخلفة والفحولة نحن الذين لم نهجر بعد طفولتنا على طريق المراهقة. لم اجد في ظل محنة الفحولة الاقل والإيمان القليل من اجابة اطمئن فيها فادي في ظل فقدان الثقة من توباتي الكاذبة سوى القول: (والله بعرف الخلفة بدها فحولة مفكرني ما بعرف؟ لا تخاف عليّ حاسبها منيح بكرة ما بتزوج غير وحدة فحلة، وحدة ما فيه افحل منها وهي بتخلف).

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق