أحمد سليمان : بركة ماء وحبل أتدلى منه

انني والحرية نؤمن بجنائن الأرض ، وإن هذه الحدائق هي معابد لتبادل الحب .. فهي ﻻ تصلح كي تكون ثكنات ، أو مقرات للقتل

1. قبل ان تتفتق مواهبنا على حكايات العشق و الجنون ، كنا نفكر ان الملائكة ستهبط علينا و توزع الأزهار والياسمين، ثم تثبت إن وراء كل شجرة أنثى.
حين كبرنا فجأة، وبعد ان تفحصنا وعينا وأجسادنا، إكتشفنا ان قلوبنا ضعيفة ..
لم تكتشفنا الملائكة إلا لحظات أقرب الى الموت، فهمنا انها تنتظرنا كي ننتهي بهدوء …
وأيضا فهمنا إثر مرة، ان القلوب التي إعتادت على القسوة هي التي ستنتصر .. اما الحب سيكون مجرد عنوان واسع يصلح كي يكون إكسسوار .

 2. أحمق ليل موصول ، اشعلت أعوامك الثلاثين .
حضارات ولغة نائمة ، شفة تقضم حروف فتهجم عيني .
أنت أكثر من ميناء أقع منه
وقد أنبئني حدسي
بأعومك الذاهبة كقلب أخير

ثم رأيت مكانا يضج بشغب
كانوا يقرعون المساء
بأيديهم كؤوس ماء صبح وياسمين

3 . في الأمس ، أي قبل أربعون عام أستقر بجوفها
جلست بشغف زاهد ، كادت النوارس تعربد
فيما تتقافز بالقرب من سريرك .

4. مغطاة بشعرك الذاهب في الحقول ، هاربة قرب أعوامك الثلاثين ، وقد شردت بنومك العنيف ..
يقول حدسي انني سأحتفي بك كحديقة في صحراء العالم

5. مضى زمن وأنا أطوي ما بقي لي في زحمة
رأيتك كنورس قرب بحيرة الاغريق ..
ما لمستك ولم يشدك هتافي .
لكنني مؤمن بأن شيء فيك نطق بلساني .

6 . ليس لي سوى ضوء أسود ،
كأس فارغة وحفيف بلاد .
اللغة نائمة وانت متيقظة خلف كل سطر تيبس على شفتي .
كضربة سكين ، لغم ، أو طلقة طائشة ، قرب بركة ماء ، على فوهة بئر وحبل أتدلى منه .

7. أنا من مدن أو بلاد أكلت شعبها ، لتوي أستعيد السبات من حطام بدد ملمحي .. أقل من ملاك وأعمق من رقصة قلب عظيم .

8. مهلا ياحديقتي .. ثورتك ، كي تكون أممية ، عليكِ البحث عن عشاق ومجانين . ثم دعكِ من هؤﻻء الحمقى الذين كلما اهتزت الأرض قليلا اعتقدوا انها بسببكِ

9. تعلمين ربما ، لست بمؤمن كمن يقول ، إن خراب العالم كله سيكون على يديك . لكنني أيضا يا عين الشمس ، انصتي لرجاء العشاق بعض الوقت .
إعلمي ان الشر المحبب هو انتِ .. والأثر البليغ لن يدخل عالمي بدونكِ .

10. ﻻ أدري كم كتاب سأصدر كي أقول كلمة تعرفينها .. كلمة واحدة ستطربين لسماعها .. للحق.. لم اقل ما يليق بصورة حتى ، فكيف بكائن يشع بقوة
– تبا لك أيها العالم ، جرائمك جعلتني كشاهد زور على قلب قد يتعطل .

11. انني والحرية نؤمن بجنائن الأرض ، وإن هذه الحدائق هي معابد لتبادل الحب .. فهي ﻻ تصلح كي تكون ثكنات ، أو مقرات للقتل .

12. يا سادة العالم سأفكر لكم بمستقبلكم .. لكن قبل ذلك ، اطالبكم بأن تخرجوا من مكبات القمامة . انكم كما أرى الآن ، لا تصلحون حتى أعلافا

13. سأنتمي للوهم ، ربما يخرجني من فظاعة ما تهدم . وقد أيقنت منذ زمن إن هذا العالم لم يعد سوى أضحوكة . نحن البشر مجرد دمى بيد الساسة

14 . كما أعلم .. في البدء حصلت ثورة لتنظيف البلاد من نفاق السياسين والقتلة .. ثم اتفق النظام و تجار الحروب والأديان على ذبحنا .

ميونخ 17 فبراير