زملاء

الرئيس أردوغان ، في حوار حول المستجدات في العالم وسوريا والإرهاب وعلمانية الدولة

  • العلمانية تعني التسامح مع كافة المعتقدات من قبل الدولة ، والدولة تقف من نفس المسافة تجاه كافة الأديان والمعتقدات.
  • منظمة “حزب الله” الإرهابية تتحرك في سوريا ، وإذا كانت إيران تقول إنها ضد المجازر ، لابد أن نتعاون ونتكاتف لنوقف إراقة الدماء في سوريا
  • الأسلحة الغربية متوفرة بأيدي المنظمات الإرهابية وتنتشر عند “داعش” و PYD وYPG.
  • منظمة “داعش” تتلقى دعماً من أطراف في المجتمع الدولي لا ينطبق على “داعش” أيضا على منظمات “بوكو حرام” و “الشباب” و”القاعدة” الإرهابية 
  • سيتم تطهير الباب من “داعش” ثم سنتوجه إلى منبج ، حيث منظمتي PYD وYPG الإرهابيتين 

ملفات عدة كانت حاضرة خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قناة “العربية” من خلال برنامج “مع تركي الدخيل”، حيث تطرق اللقاء لملف العلاقات التركية الخليجية، حيث اعتبر أردوغان أن أنقرة في حاجة إلى دول الخليج خاصة السعودية للوصول إلى مرحلة استقرار في المنطقة.

وتطرق أردوغان إلى تطورات الأزمة السورية وأهمية تأسيس منطقة آمنة للمدنيين، وكذلك ملف مكافحة الإرهاب والقضاء على “داعش”، حيث اعتبر الرئيس التركي أنها مسألة أيام عدة ويتم تطهير مدينة الباب من “داعش”، ومن ثم يتم الاتجاه إلى منبج والرقة.

كما تطرق اللقاء للتقارب التركي مع روسيا وإيران وإسرائيل، وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات التركية العربية. أما عن مستقبل العلاقات التركية الأميركية بعد تولي الرئيس دونالد ترمب، فوصفها أردوغان بـ”الشراكة الاستراتيجية”.

وعن اتجاه الولايات المتحدة الأميركية لاعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، رأى الرئيس أردوغان أنها منظمة فكرية وليست إرهابية، وأنه لن يستطيع إدراجها كمنظمة إرهابية طالما لم تلجأ للعمل المسلح، وبالتالي لن يقدم على تسليم قيادات الإخوان الموجودة في تركيا طالما لم يرتكبوا أعمالاً إرهابية.

وتطرق اللقاء مع الزميل تركي الدخيل إلى مفهوم العلمانية، حيث يرى الرئيس التركي أن العلمانية لا تتعارض مع الإسلام، بل هي تسمح فقط بالحقوق الديمقراطية والحريات لجميع أفراد الشعب.

وقد جرى اللقاء، الذي تذيعه قناة “العربية”، الجمعة، على النحو التالي:

*فخامة الرئيس تزورون السعودية ضمن جولة خليجية تشمل البحرين وقطر، ما أهداف هذه الزيارة وما أهم نتائجها؟

هذه الجولة التي شملت مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة قطر أيضاً تهدف بلا شك إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة إلى أعلى المستويات، وكذلك البحث في إمكانية العمل المشترك في شتى الميادين ونؤمن بأن هذه الجولة ستكون مثمرة جداً.

حيث إن زيارتنا إلى مملكة البحرين، المحطة الأولى لهذه الجولة، كانت مثمرة جداً، وبعد ذلك توجهنا إلى المملكة العربية السعودية وبرنامجنا أيضاً مثمر جداً، ثم دولة قطر لنكمل هذه الجولة من الناحية السياسية.

*تواجه تركيا إرهاباً جباناً ضربها أكثر من مرة، من يقف خلف هذا الإرهاب؟ ولماذا الآن تحديدا؟

حقيقة إن مكافحة الإرهاب في المنطقة كما تعلمون عملية مستمرة، لأن الإرهاب يستهدف دول المنطقة، خاصة تركيا في الدرجة الأولى.

وكما تعلمون أن تركيا لها حدود مع سوريا على طول 911 كلم وكذلك مع العراق على طول 360 كلم.

ونظام الأسد القاتل قد قام بقتل الأبرياء وإن كان الرقم المعلن هو 600 ألف سوري، لكنني أقول إن الرقم أكثر من ذلك، فهو قرابة المليون حيث استخدم البراميل المتفجرة وكافة الأسلحة من الدبابات والمدفعيات، وقام بتدمير الحضارة وأيضاً الأماكن التراثية، وفعل ذلك بشكل وحشي ودون تردد ولا يزال.

وفي الماضي كانت لدينا علاقات جيدة مع الأسد حتى على المستوى العائلي، ولكن إذا ما ظهر الظلم وإذا ما مارس شخص الظلم لا يمكن الاستمرار في العلاقات، ونحن لا يمكن أن تكون علاقتنا مع الأسد المجرم القاتل مثلما كانت في الماضي.

ثم إنه لا ننسى أن الرضا بالظلم هو الظلم بعينه والذي يرضى بالظلم يعني أنه يتصرف مثل الظالمين.

ومهما كان المصدر ومهما كان الشخص أو الدولة إذا كان هناك دعم للظلم فهو منهم وهكذا نظرتنا إلى هذا الموضوع.

نحن يجب أن يكون سعينا الوحيد وحرصنا الوحيد هو محاولة وقف إطلاق النار ووقف إراقة الدماء، ونحن كنا على تواصل مع روسيا من أجل تحقيق هذه الغاية، وقد تمكنا من الوصول إلى مرحلة ما في هذا الأمر.. وكما تعلمون، لقد بادرنا في مرحلة أستانا، وأيضاً تم إجلاء السوريين في حلب الشرقية، وقد قمنا بنقل هؤلاء إلى إدلب.

لا تنسوا أن هناك خدمات أيضاً يجب أن نقدمها إلى السوريين، وقد قمنا بواجبنا تجاههم من تقديم المواد الغذائية والأدوية وما شابه ذلك، وسنستمر بدعمنا للشعب السوري فلا يمكن أن نتركهم لحالهم.

ولا تنسوا أن هناك منظمة إرهابية تدعى “داعش” في المنطقة، ونحن نكافح هذه المنظمة الإرهابية أيضاً.

ومتى بدأنا نكافح بكل حزم هذه المنظمة؟ حين قامت باستهداف المواطنين الأتراك من الأبرياء في مدينة غازي عنتاب عندما استهدفوا عن طريق انتحاري جمعاً من المحتفلين بمناسبة فرح. ونحن إثر ذلك اتخذنا قراراً وتوجهنا مباشرة إلى جرابلس وعززت قواتنا كذلك الجيش الحر.

ولا ننسى طبعاً، لم تكن هناك منظمة “داعش” فحسب، بل كنا نكافح الإرهاب في أكثر من جبهة. كانت هناك منظمة PYD وYPG، وكذلك قمنا بإزالة “داعش” من الراعي، ثم توجهنا إلى دابق أيضاً وجدنا مقاومة نوعاً ما وتم تطهير دابق، والآن وصلنا إلى الباب والمعركة هناك مكثفة وحامية جداً، خاصة أن عملية “درع الفرات” ما زالت مستمرة، وأعتقد أنه خلال أيام قليلة سيتم تطهير الباب من “داعش”، ومن ثم سنتوجه إلى منبج لأن منبج منطقة تابعة للعرب، لأن هناك PYD وYPG ولابد من تطهير هذه المنطقة من عناصر هذه المنظمات الإرهابية. وقد عبرنا عن قلقنا إزاء ذلك لأوباما من قبل وللإدارة الحالية، والآن تُتّخذُ بعض الخطوات ويبدأ هدف آخر وهو الرقة.

كما تعلمون الرقة تعتبر معقلاً أساسياً لـ”داعش”، ونحن كقوات التحالف يجب أن نحقق هدفنا هذا، وقد ذكرت ذلك لدونالد ترمب ولسائر الممثلين القادمين، وإذا استطعنا أن نتصرف عن طريق تطهير الرقة من “داعش”، نستطيع أن نسلم المنطقة لسكانها الأصليين من إخواننا العرب، وبالتالي نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة جداً في الطريق إلى تحقيق الاستقرار. نحن هنا في أمَسّ الحاجة لدعم جاد من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لماذا أقول ذلك؟ لا ننسى أن هناك أزمة إنسانية كبيرة تتمثل باللاجئين، وأين هؤلاء اللاجئون؟ نحن نستضيف الآن أكبر عدد منهم. هناك 2.8 مليون من السوريين في المخيمات وفي مدننا المختلفة، ونقول إنه يجب تأسيس منطقة آمنة خالية من الإرهاب ما بين جرابلس والراعي. وسنقوم بإعلان هذه المنطقة على أنها منطقة حظر جوي، وسنستمر ببرامج التدريب والتزويد للقوات السورية المحلية. لقد تحدثت عن ذلك مع إخوتي السعوديين ومع أوروبا وأميركا، ويمكن أن نباشر في مشروع السكن وبناء المجمعات والدور لنمكن اللاجئين من العودة إلى أراضيهم، والسكن في هذه البيوت، وبالتالي نكون قد أقدمنا على خطوة مهمة في طريق الاستقرار وهذا هو أملنا الكبير.

*تحدثتم عن “داعش”، هناك من يرى أن “داعش” صنيعة لحكومات.. كيف يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الأطروحة؟ هل فعلاً ترون أن “داعش” هي صنيعة لحكومات؟

يجب أولاً أن نؤكد نقطة.. هذه المنظمة هي منظمة إرهابية لا علاقة لها بالإسلام، وكان تقييمي لهذه المنظمة على هذا الأساس منذ أن انشقت عن “القاعدة” المنظمة الإرهابية الأخرى. قلت إنه لا يمكن أن تكون هذه المنظمة إلا منظمة إرهابية، لا علاقة لها بالإسلام، وأعمالها لا تمت بصلة للإسلام إطلاقاً.

هذه المنظمة قامت بقتل أعداد كبيرة ونهبت أموالهم ومارست الحرب تجاههم. إن هذه المنظمة جلبت منظمات إرهابية أخرى إلى المنطقة أرادت أن تثبت قوتها.

كما تعلمون أن “القاعدة” كانت منظمة إرهابية.. و”داعش” منظمة إرهابية أيضاً ولا يمكن أن تستمر.. لماذا؟ لأنها تمارس الظلم بشكل كبير، وهذا الظلم سوف يكون سبباً أيضاً للقضاء عليها.

نجد الآن أن منظمة “داعش” تعيش أيامها الأخيرة في سوريا، ولا يمكن أن تستمر أكثر، ونحن عازمون على مكافحتها. أنا أؤمن أن قوات التحالف أيضاً عازمة على هذا الأمر، وكذلك دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وإن لم نبد مكافحة مشتركة للإرهاب في المنطقة فإن هذه المنظمات الإرهابية ستصبح مصيبة علينا في سائر المناطق وفي سائر مدن الخليج ودولتنا ودول أخرى.

بدأنا حملة واسعة جداً في تركيا، حيث نقوم بإيقاف وإلقاء القبض على المشتبهين لاتصالهم بـ”داعش”. منعنا 40 ألف شخص من دخول “القاعدة” وقبل مجيئي إلى هنا ألقت قوات الأمن القبض على حوالي 1000 “داعشي”، وإذا لم نستمر في مكافحتنا للإرهاب في شكل حازم لن نحصل على النتيجة المرغوبة، وأظن أننا إذا ما استمررنا في هذا الأمر بكل عزم، لن نستطيع أن نمكن الشعب السوري من حلمه وطلبه، ونحن يجب علينا أن نحقق أمنيات شعبنا بعيداً عن الطائفية.

*ممتاز.. لكنني أسأل هل ممكن أن تكون حكومات تقف خلف منظمة “داعش”؟

نعلم أن منظمة “داعش” تتلقى دعماً من المجتمع الدولي، وهناك أطراف مالية قوية تدعم التنظيم.. هذا الأمر لا ينطبق على “داعش” فقط بل ينطبق على منظمة “بوكو حرام” ومنظمة “الشباب” و”القاعدة” الإرهابية.

*هل يمكن أن نسمي هذه المنظمات التي تقف خلفهم؟

أظن أنه من الخطأ أن نوجه أصابع الاتهام إلى أطراف وهي تعرف نفسها جيداً. نعلم أن هناك دولا تقف وراء المنظمات الإرهابية وتهدف إلى تقسيم وتمزيق منطقتنا ليس فقط من داخل العالم الإسلامي بل من خارجه. انظر إلى الأسلحة التي تمتلكها المنظمات الإرهابية.. إنها ليست من صنع الدول الإسلامية، لأن الدول الإسلامية لا تقوم بإنتاج هذه الأسلحة، وتجدون أن العديد من الأسلحة المتوفرة بأيدي المنظمات الإرهابية هي صنيعة الغرب. بهذه الأسلحة تمارس هذه المنظمات الإرهاب وتنتشر وليس فقط عند “داعش” بل عندPYD وYPG. ونجد هذه الأسلحة عند الدول الغربية.

أنا أقول على مستوى الأسلحة فقط تتوفر لهذه المنظمة الإرهابية أسلحة أميركية وفرنسية وألمانية وغربية، وأقول للمسؤولين عندما ألتقي بهم إن هؤلاء يستهدفون المسلمين ويقتلونهم بأسلحتكم وهم دائماً يذكرون أسباباً أخرى.

*إثر الانقلاب الفاشل في تركيا، أقدمت أنقرة على العديد من الخطوات الخارجية منها مثلاً التقارب مع روسيا ومع إيران وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، هل في ذلك رسائل لدول الجوار العربي؟

نحن استطعنا ولله الحمد، بوقوف الشعب الصادق الصامد، من دفع محاولة الانقلاب الفاشلة الغاشمة حيث سقط منا 248 شهيداً.. وواجهنا فجأة منظمة إرهابية افتراضية من جيل وطراز جديد، حيث إن هذه المنظمة الإرهابية كانت تترصد على مدار 40 سنة ثم ظهرت فجأة. زعيم هذه المنظمة ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية وبدأ يديرها وأنشطتها حيث إنها تنشط في 170 دولة في العالم عبر الأوقاف والتعليم والتجارة وغير ذلك.. هذه المنظمة تمتلك قدرة مالية وكانت لها نشاطات في المملكة العربية السعودية، ولله الحمد فإن إخوتنا السعوديين قاموا بالواجب في هذا الأمر حيث تصدوا لهذه المنظمة.. ولكن نجد أنها تحاول البقاء في سائر الدول وتحاول التوغل فيهم. ومن المهم جداً أن يكون إخوتنا العرب على يقظة وحيطة من هذه المنظمة.. لماذا؟ لأنها تستخدم التعليم وتقوم بتربية أبناء الشخصيات والكوادر العليا وبعد ذلك يريدون أن ينشأ هؤلاء ويتبأوا مناصب ثم يستخدمونهم. هذا ما فعلوه عندنا في تركيا.

في أميركا تجني هذه المنظمة 500 مليون دولار كمكسب عن طريق مدارس “تشارتر” (تحصل على مساعدات حكومية لكن تدار كمؤسسة مستقلة) التي تشغلها، ونحن طبعاً قطعنا الموارد المالية لهذه المنظمة، وبالتالي بدأت تبدي ردة فعل كبيرة وتخوض معنا المعارك.

لماذا؟ لأن هذه المنظمة كانت تجني أموالاً كبيرة جداً عن طريق مؤسساتها، ونحن أغلقناها وأنهيناها، وأعتقد – بإذن الله تعالى – أنه بالتعاون مع دول الخليج يمكن أن ننجح في ذلك بشكل أفضل، وكما تعلمون فإن تركيا ترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، ومملكة البحرين رئيسة الدورة في مجلس التعاون الخليجي، وأعتقد عبر التعاون واستغلال هذه الفرصة نستطيع أن نصل إلى مكافحة جيدة للإرهاب، وإذا استطعنا أن نحقق ذلك فإن المنطقة ستكون آمنة بإذن الله تعالى.

*ما بعد أحداث الانقلاب الفاشل حيث تقاربتم إلى درجة كبيرة مع روسيا بعد أن كنتم على خلاف ظاهر للجميع مع موسكو. أيضاً أعدتم علاقتكم مع إسرائيل، وعدتم إلى تجديد العلاقات مع إيران. ما الذي تهدفونه من عودة العلاقات مع روسيا ومع إسرائيل ومع إيران؟

يجب أن أقول بوضوح إن علاقتنا مع روسيا كانت جيدة جداً خاصة على الصعيد التجاري، حيث وصل حجم التبادل التجاري بيننا إلى 38 مليار دولار، وذلك قبل الأزمة التي حدثت، وكما تعلمون نحن نستورد الطاقة بحجم كبير من الغاز الطبيعي والنفط. تركيا كانت تحتل المركز الأول من بين الدول التي تشتري الغاز الطبيعي والنفط من روسيا، والآن هناك مشروع مشترك بيننا يسمى مشروع التيار الأزرق وعبره سوف يتم إيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

ولكن الحدث الذي لم نكن نريد وقوعه، علمنا بعد أبحاث أن الطيارين المنتمين إلى منظمة “غولن” الإرهابية كانوا سبباً في وقوع هذه الأزمة “في حادثة إسقاط الطائرة”، وبدأنا الآن نفكر هل كانت تلك خطوة من أجل إفساد العلاقات بين تركيا وروسيا ونحن كنا على غير وعي بذلك؟

إن تحسين العلاقات بين روسيا وتركيا قد يقلق البعض، ولكن العلاقات الجيدة بين البلدين مهمة جداً لمستقبل المنطقة واستقرارها، لأن هناك خطوات كثيرة يجب اتخاذها، على رأسها التباحث والتنسيق مع الجانب الروسي لمراجعة موقفها من سوريا، لأن الخطوة المشتركة في ذلك الموضوع مهمة جداً لاستقرار المنطقة، ومن خلال اتصالاتي ومباحثاتي مع الرئيس بوتين دائماً نتشاور ونتخذ الخطوات في ذلك الإطار.

إلى جانب ذلك فإن المنطقة مع الأسف أصبحت مرتعاً للمنظمات الإرهابية، وكذلك منظمةPYD والتي هي امتداد من منظمةPKK . اعتبار جزء من الأراضي السورية كدولة لها، أمر لن نقبل به وقلنا منذ البداية إننا لن نسمح بتأسيس دولة ما في شمال سوريا، وأي خطوة تتخذ في هذا الإطار سوف تلقى في المقابل صداً تركياً، ومن يسعى إلى ذلك يدفع الثمن باهضاً، وبالتالي فإن منظمةPYD لا تستطيع أخذ هذه الخطوة وليست قادرة على ذلك، وكذلك منظمةYPG وهي منظمة مسلحة شرسة أخرى.. كل منظمة تهدد تركيا موقفنا تجاهها واضح وسنجعلها تدفع الثمن باهضاً.

أي دولة نجد أسلحتها متوفرة لدى هذه المنظمات الإرهابية سنعتبرها داعمة لها، وقد وجدنا أيضاً جنود هذه البلدان يلتقطون صورا داخل هذه المنظمات، وأبلغنا الجهات الرسمية وجهات الأمن والاستخبارات في تلك الدول. نقول لهم: أنتم تقولون إنه لا علاقة لكم بهذه المنظمة الإرهابية، ولكن هناك صور لجنودكم وأسلحتكم متوفرة لها والسياسيون والقادة العسكريون من بلدانكم يزورونهم.

هناك منظمة “حزب الله” الإرهابية تتحرك في سوريا أيضاً ولدينا معلومات، وإذا كانت إيران تقول إنها ضد المجازر وليست واقفة وراءها لابد أن نتعاون ونتكاتف لنوقف إراقة الدماء في سوريا مع بعضنا بعضا. لذلك هذا كان خطابنا للأطراف كلها، وأطلقنا مرحلة في أستانا مع الدول المعنية، وكانت المرحلة الأولى تتعلق بوقف إطلاق النار ونريد المرحلة أن تستمر في جنيف التي ستنضم إليها دول الخليج، ونريد أن نحقق وقف إطلاق نار كليا من أجل وقف إراقة الدماء في العراق وسوريا.

*أنتم تعتقدون أن توتر العلاقات الروسية التركية سببه اختراق جماعة “غولن” في الجيش التركي في وقت سابق؟

نعم.

*مع وصول الرئيس الأميركي ترمب إلى البيت الأبيض، ارتفعت أصوات في إدارته تتحدث عن نية واشنطن حظر جماعة الإخوان المسلمين، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟ وتصنيفها بطبيعة الحال كجماعة إرهابية.. مثل الكثير من دول الخليج ما تفعل؟

أنا دائماً أحب الصراحة والتحدث بصدق وما يختلج في صدري.. أريد أن أقول إن قرار الرئيس ترمب بفرض الحظر على شعوب الدول السبع من دخول الولايات المتحدة الأميركية، قرار خاطئ وتصريح لم نكن نرجوه لأن هناك حرية تنقل وسفر للأفراد وهذا أمر طبيعي. بعضهم مواطنون أميركيون لديهم جنسيات أميركية، ففرض هذا الأمر عليهم وإصداره كقانون يعتبر خطأ كبيرا، وكما تعلمون الجهات القضائية اتخذت خطوة مضادة في هذا الأمر من أجل الدفاع عن حقوق مواطني البلدان السبع.

والآن في دول الخليج وفي المملكة العربية السعودية، إذا ما استطعنا أن نحقق خطوة تضامن وتوحد نستطيع أن نحل الكثير من المشاكل. الأمر مبدئياً يتعلق بالوقوف.. يجب أن نستمر في وقوفنا الصحيح وبعد اتصالي بالرئيس ترمب هاتفياً قبل فترة وجيزة، أعتقد أنني سألتقي به شخصياً في القريب، ونحن كبلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي سوف نجد فرصة تباحث في الكثير من المسائل المهمة، ولا ننسى أن هناك شراكة استراتيجية تجمع بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية وسنجد فرصة لاتخاذ خطوات ضرورية بمقتضى هذا التعاون والشراكة الاستراتيجية، وإن هذه الخطوات ستكون في مجالات شتى، مثل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، ونحن سنتخذها مع الرئيس ترمب، ونحن نرغب في ذلك أيضاً، وهذا ما عبرت عنه للرئيس ترمب خلال مكالمتي الهاتفية به، وكذلك سمعت منه نفس المشاعر ونفس العبارات أيضاً، وكذلك لا يمكن أن نقبل بموقف يستقصي المسلمين في العالم ويعاملهم معاملة دونية، ومن حق كل فرد في العالم الاستفادة من حق السفر وحرية التجول والتنقل، وإذا منعنا البعض من ذلك فهو سوف يكون خطأ كبيراً وعرقلة للحقوق، وهذا الأمر الذي لا يمكن أن أقبله في الوقت الحاضر.

*أتحدث تحديداً عن حظر جماعة الإخوان المسلمين. رغبة واشنطن بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة محظورة وإرهابية؟

أنا شخصياً لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لأنها ليست منظمة مسلحة، بل هي منظمة فكرية، وهي الآن منظمة مقسمة كما تعلمون ومتواجدة في أماكن مختلفة. لم أر أية ممارسة مسلحة ولو وجدت ورأيت أي عمل مسلح من المنظمة سيكون موقفي نفس الموقف من المنظمات الإرهابية.. جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة فكرية لم تقم بأي عمل مسلح، وطالما هي لم تقم وهي جمعية أو وقف أو مؤسسة فكرية، وإذا قمتم بمعاملتها معاملة الإرهاببين أظن أن ذلك غير صحيح. نحن عندنا أيضاً جمعيات ومنظمات وجماعات فكرية تنشط بحرية، وإذا ما لجأت إلى الإرهاب واستخدام السلاح فنحن نطبق كل ما نطبقه حيال المنظمات الإرهابية.

*أنتم تطالبون كثيرا من الدول التي تزورنها، لا سيما أصدقاءكم في دول الجوار وفي دول أخرى، بتسليم جماعة فتح الله.. هل ستتعاطون بذات المساواة مع تسليم قيادات الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا؟

نحن نتلقى طلبات بين وقت وآخر لكن نوجه سؤالا؟ هل هذه منظمة إرهابية مسلحة؟ هل الذين تطالبونهم تورطوا في عمل إرهابي أو مسلح؟ ونحن من نريد؟ نريد فقط من قام بمحاولة الانقلاب في تركيا وكان الهدف هو هدم تركيا، وقد استخدمت دبابات وطائرات وأسلحة الدولة ضد الشعب، وقد أدى إلى سقوط 248 شهيداً، وأكثر من 2000 جريح، وقد استهدفوا المباني الأساسية في تركيا والمباني الحكومية. نحن نتحدث عن منظمة قامت بعمل إرهابي واستخدمت السلاح وكانت تترصد هذه الفرصة لعشرات السنوات، لكن الذين كانوا موجودين في تركيا من الإخوان المسلمين وإن كانت لهم صلة في عمل إرهابي لا يمكن أن نتسامح معهم ولكننا لم نر ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل.

*الكثير من العرب يجدون صعوبة في الجمع بين الإسلام والعلمانية كما تفعلون في تركيا.. كيف تجمعون بينهم؟

أنا أجد صعوبة في فهم سبب تفسير العالم الإسلامي في الربط بين الإسلام والعلمانية، نحن قمنا بتأسيس حزبنا وقمنا بتعريف للعلمانية، وقد عبرت عن ذلك عندما قمت بزيارة مصر بعد تولي مرسي الحكم، وحضرت في مبنى الأوبرا في القاهرة، وقد تحدثت عن الإسلام وعلاقته وصلته عفواً بالإرهاب.. كيف نصف الإرهاب؟ أولاً الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية هذه نقطة مهمة.. والعلمانية تعني التسامح مع كافة المعتقدات من قبل الدولة، والدولة تقف من نفس المسافة تجاه كافة الأديان والمعتقدات.. هل هذا مخالف للإسلام؟ ليس مخالفاً للإسلام؟

ولكن هناك من يحاول أن يؤول ذلك بتأويل آخر، وفي السنوات الماضية نحن كنا دائماً نعتبر العلمانية هي معاداة الدين أو العلمانية هي اللادينية.. نحن قلنا لا.. العلمانية هي فقط أن تضمن الدولة الحريات لكافة المعتقدات، وأيضاً أن تقف بنفس المسافة حيالها وهذا هو مفهوم العلمانية عندنا.

*كيف يمكن باختصار أن تعرفوا المشاهد العربي العلمانية بوجهة نظركم؟

هذا التعريف ينطبق عليهم أيضاً ولهم أيضاً، وأنا أقول نحن لا نعتبر العلمانية معاداة للدين أو عدم وجود الدين، وقلت الفرد لا يمكن أن يكون علمانياً، والعلمانية ليست ديانة الدولة هي التي يمكن أن تكون علمانية، والعلمانية هي ضمان فقط حريات كافة الأديان والمعتقدات يعني العلمانية توفر الأرضية الملائمة لممارسة كافة الأديان ممارسة شعائرها الدينية بكل حرية حتى الملحدين، ولكن اعتبار العلمانية هي تسليط رأي أو موقف على المتدينين فهذا غير صحيح وغير مطلوب إطلاقاً.

طبعا هناك مفاهيم خاطئة للعلمانية مثلاً في أوروبا أو في الأوروبية الأنغلوسكسونية، صحيح ربما هناك تأويلات وتفسيرات مختلفة، ولكن أنا في تركيا خاصة داخل الحزب الذي أسسته نعرف بالعلمانية بهذا الشكل.

 

هل فعلا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم بعودة الخلافة في ثوب العصر الجديد؟

أنا ذكرت شيئاً، قلت إن العالم في دوامة من التحول والتغير السريعين، ونحن خلال هذا التحول والتغير نتحدث اليوم عن نظام الحكم الذي نحلم به ونريده. الآن كما تعلمون أن تركيا قادمة على انتخابات، وهذه الانتخابات ستكون حول التصويت على نظام الرئاسة في تركيا، وبالتالي هذا النظام لا يضم إطلاقاً ما ذكرتموه.

تركيا لا تريد أن تصبح خلافة إطلاقاً وما هو الأمر؟ الأمر هو فقط ما يجب فعله هو تمكين الناس أن يعيشوا في كل حرية ويعبروا عن رأيهم بكل حرية ،وأيضاً أن يستفيد أفراد الشعب من إمكانيات الدولة وبشكل عادل، وكذلك الارتقاء بمستوى الدولة في التعليم والصحة والعدالة، وأن نجعل أفراد شعوبنا يعيشون في اطمئنان، وإن تركيا تسعى إلى تحقيق ذلك، وإن تركيا الآن أصبحت متقدمة جداً في تحقيق التقدم في كل المجالات التي ذكرتها بما يمكن أن تتسابق وتتفوق أيضاً على الكثير من الدول الأوروبية، ونعم نحن عندنا شيء نبادره، والكل حر في إبداء رأيه والتصويت، ولا أحد يحاسب ويسأل عن اختياره على سبيل المثال، نحن الآن نخفض سن الترشح للحكومة ولنواب البرلمان، وسن الناخبين إلى 18 سنة.

مثلاً النساء لم يكنّ فاعلات داخل المجتمع، والآن هن فاعلات، ومن قبل كانت بناتنا لا يستطعن مواصلة دراستهن وهن محجبات، والآن نجد بناتنا محجبات داخل الجامعات وداخل البرلمان وداخل مختلف مؤسسات الدولة، وتستطيع أن تحاضر كدكتورة في الجامعة. هذه هي العلمانية فإن جميع الإمكانيات والحقوق الديمقراطية التي تمنحها يجب أن يستفيد منها الجميع من أفراد الشعب، من الأبناء والبنات أيضاً في الوطن، وأظن هذا المستوى الذي وصلت إليه تركيا، هي مرحلة متقدمة وكذلك متقدمة على الغرب ونحن وصلنا إلى ذلك.

*هل يجد رجب طيب أردوغان وقتاً للقراءة خارج اهتماماته السياسية والاقتصادية؟ ماذا تقرأون؟

طبعاً لا يمكن أن أكف عن القراءة في السياسة.. طبعاً يقدم فريق عملي ملخصات عن بعض الكتب، وأنا أواصل في القراءة وبذلكأاستمر في العمل، وهذا يسهل عملي في واقع الأمر، وإلى جانب ذلك أيضاً نحن دائماً في مختلف النشاطات والفعاليات. فإن حياتنا مليئة بالفعاليات أيضاً، نشارك في افتتاح مشاريع ونشارك في فعاليات جمعيات وأوقاف ومنظمات المجتمع المدني أو في مناسبات رسمية، ودائماً نلقي خطابات وهذه الخطابات والكثافة في إلقاء الخطابات لا يمكن أن تكون بدون قراءة وبدون استعداد أيضاً. وفريق عملي ولله الحمد يزودني أيضاً بهذا الأمر، ويمكنني أيضاً من أن أطور نفسي، ومن أجل إرساء أفق جديد من أجل الشعب.

ونحن عندنا عادة انتهجناها، نحن لدينا مثلاً حلقات نقاش علمي وكل مرة في الشهر نستجلب عالماً متخصصاً في أي مجال يأتي ويحاضر في موضوع، ثم نتناقش حوله وتضم هذه الحلقات إخوتي المقربين وأيضاً بعض العوائل، يعني 30 أو 40 شخصاً يشاركون في هذه الحلقات العلمية، وكذلك نجتمع أيضاً مع عدد من العلماء بين وقت وآخر ونتناقش ونتحدث أيضاً عن مسائل علمية معهم.

وكذلك لدي عادة أخرى وهي كما تعلمون لدينا مؤسسة العمادة، وعمدة الحي عندنا منتخب، وأنا أقوم بدعوة 450 عمدة حي إلى المجمع الرئاسي وألقي أمامهم خطابا وبعد ذلك أجتمع معهم في مأدبة، وبعد المأدبة أصافحهم وأقدم لهم هداياهم وأودعهم. وهناك خطة أيضاً نحن في الوقت الراهن، نقوم ببناء مبنى كبير سيضم قاعات مختلفة وبداخله أيضاً معارض، وإلى جانب ذلك سنبني أيضاً مكتبة رئاسية داخل المجمع الرئاسي، والمكتبة ستضم 5 ملايين كتاب، وستكون أكبر مكتبة في تركيا، وستكون مفتوحة على مدار 24 ساعة. الشباب والمواطنون سيستفيدون من هذه المكتبة باستمرار، ونحن سنستمر في تحقيق هذا المشروع، وطبعاً هذه المباني والمكتبات والقاعات هي ستكون في داخل أراضي المجمع الرئاسي بجانب مكتبي.

أريد أن أشكركم وأنا بواسطة قناة “العربية” أريد أن أتوجه بالشكر إلى كافة الشعب السعودي، وكذلك شعوب دول الخليج، وأبلغهم تحيات شعبي وإن شاء الله يبقى السلام دائماً والسعادة دائمة.

  • https://opl-now.org/?p=16331
  • تم تحرير العناوين الفرعية من قبل نشطاء الرأي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق