أحمد سليمان
الحركة النسوية ونظرة نقدية مثيرة للجدل
تعبر الكاتبة عن أسفها العميق لما اعتبرته تضليلًا من قبل الحركة النسوية، الذي أدى بها وبالكثير من النساء إلى العزوبية والوحدة.
شهدت الحركة النسوية على مدار عقود تطورات كبيرة وحظيت بدعم كبير من قبل العديد من الكاتبات والناشطات حول العالم. إحدى هؤلاء الناشطات هي الكاتبة البريطانية بيترونيلا وايت، التي أثارت بمقالها الأخير في صحيفة “دايلي مايل” اهتمامًا واسعًا بين قراء الصحيفة ورواد منصات التواصل الاجتماعي المهتمين بأفكارها. من خلال مقالها، قدمت وايت رؤية نقدية لتأثير الحركة النسوية على حياتها وحياة جيلها من النساء البريطانيات.
استهلت بيترونيلا وايت مقالها بعنوان مثير للجدل: “أنا عازبة، وبلا أطفال، وامرأة وحيدة. لقد خذلتني الحركة النسوية، وخذلت جيلي كله!”. من خلال هذا العنوان، تعبر الكاتبة عن مشاعر الإحباط والخيبة تجاه الحركة النسوية التي كانت تعتقد سابقًا أنها ستحررها وتمنحها حياة مليئة بالفرص.
في بداية مقالها، تصف الكاتبة اجتماعها الأسبوعي مع مجموعة من الصديقات في أحد مطاعم لندن. تقول: “ألتقي كل يوم اثنين مع مجموعة من الصديقات في أحد مطاعم لندن. نجلس على طاولة بالقرب من النافذة ونناقش حياتنا. لدينا الكثير من الأمور المشتركة، فكلنا في منتصف الخمسينات من عمرنا ونساء عاملات متعلمات تعليمًا مرموقًا. ولكن هناك فراغ في حياتنا، فكلنا عازبات وليس لدينا أطفال”. من خلال هذا الوصف، تسلط وايت الضوء على واقع مشترك بين العديد من النساء اللاتي تأثرن بأفكار الحركة النسوية.
تتطرق الكاتبة أيضًا إلى كيف تم إقناعها بقبول النسوية وازدراء فكرة الزواج وشيطنة الرجل. تشير وايت إلى أن هذا الفكر كان له تأثير سلبي على حياتها، حيث جعلها تشعر بالخجل من فكرة الزواج والأمومة. تعبر الكاتبة عن أسفها العميق لما اعتبرته تضليلًا من قبل الحركة النسوية، الذي أدى بها وبالكثير من النساء إلى العزوبية والوحدة.
تختتم بيترونيلا وايت مقالها بدعوة للتفكير العميق في فلسفة الحركة النسوية، مشيرة إلى أن الغرب قد يكون قد تجاوز هذه الفلسفة، وأنها أصبحت ضارة. تقول وايت: “أعتقد أحيانا، وكذلك صديقاتي، بأن الغرب قد تجاوز الفلسفة النسوية، وأنها أصبحت ضارة”. من خلال هذا التصريح، تدعو الكاتبة إلى مراجعة الأفكار النسوية المتطرفة وإعادة النظر في القيم التي تروج لها، بهدف تحقيق توازن أكثر صحة بين العمل والحياة الشخصية.
تعد رؤية بيترونيلا وايت دعوة للتفكير النقدي وإعادة تقييم تأثير الحركة النسوية على حياة النساء. بينما تستمر الحركة في السعي لتحقيق المساواة والعدالة، تبرز ضرورة النظر في التحديات الشخصية والاجتماعية التي قد تواجهها النساء نتيجة لهذه الأفكار.