زملاء

كلمة الشاعر والصحافي يوسف بزي في مؤتمر ” بناة المستقبل ” القاهرة

باسم كثير من المواطنين اللبنانيين
باسم كثير أو قليل من المثقفين اللبنانيين
باسمي شخصياً، بلا حزب بلا جماهير، ومن دون أن أمثّل أحداً

أتشرّف بالوقوف بينكم، أيها السوريون ..الأحرار أكثر مما يحتمل العالم.
في العام 2004 زرت دمشق للمرة الأخيرة، والتقيت الشاعر محمد الماغوط قبل رحيله. يومها قال لي: “أيها اللبنانيون تمسّكوا بكعب حذاء الحرية المتبقي لكم”. وبعد أشهر قليلة كانت “ثورة الأرز” بوجه حلف الشر الأسدي – الإيراني – الحزب اللهي. كانت تلك الثورة الناقصة، الثورة الخائفة، الثورة التي أصابها فقدان الذاكرة.
منذ ذلك الحين، كنت أحمل نداء الشاعر السوري محمد الماغوط، متمسكاً بكعب حذاء الحرية، إلى أن أتى الوعد العظيم الذي أطلقه الشعب السوري منذ آذار 2011: الحرية بكامل ثوبها، بجسمها التام، بحضورها الكلّي.
أعترف لكم، أنا هنا لأسباب أنانية، أسباب جد لبنانية، إيماناً مني أن خلاص لبنان هو بانتصار ثورتكم، تماماً كما إيمان حزب الله أن شرط بقاء تسلطه، هو وسلاحه، يكمن في انتصار الديكتاتورية والإستبداد.
قد يبدو ذلك مجرد التقاء مصلحة وحسب، لولا أمر آخر هو أنني لست لبنانياً كفاية ولست وطنياً تماماً.. إذ أنني أنحاز للحرية أكثر مما أنحاز للإنتماءات والهويات، أنحاز لما هو إنساني وأخلاقي وشعري وحلمي أكثر مما أنحاز للواقع والسياسة وحسابات الربح والخسارة.
قد يكون كل هذا لا وزن له ولا قيمة.. فالأهم هو ما الذي يريده الشعب السوري، وما الذي يريده الشعب اللبناني.
ببساطة كلّية، نحن سوية نريد الحرية لا كعب الحذاء.. ونحن سوية تعلمنا مراراً وتكراراً أن حرية أحدنا من حرية الآخر. تعلمنا – تاريخاً وتجارب – أن لا خلاص لأحدنا دون الآخر، لبنانيين وسوريين. والأرجح، أن لا مستقبل لأحدنا دون الآخر. 
قال مرة سعدالله ونوس: “نحن محكومون بالأمل”. ولو كان حيّاً اليوم لقال: “نحن محكومون بالإنتصار”.
عاشت سوريا الحرية والكرامة
عاش لبنان الحر المستقل.
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق