زملاء

خولة حسن الحديد : البلد ليست تلبيسة و لا الرستن و الحولة

من يطرح طروحات غير واقعية لا تتناسب مع تركيبة البلاد و لا عقلية العصر هذا فهو يقدم وصفة جاهزة لتقسيم سوريا و تحويلها لكانتونات و أقليم طائفية و عرقية 

من يتجاهل الواقع و التنوع العرقي و الطائفي و الديني و تعدد المرجعيات الدينية و العرقية و الفكرية وحتى الطبقية الموجودة في بلد كبير و متنوع مثل سوريا فهو يشارك في إعدام البلد ، و مُشارك في تحويله إلى أقاليم و كانتونات طائفية و عرقية …و ما بظن أنه هذه كانت و لا في الأحلام في خيال أحد من أهل الثورة …. البلد ليست منطقة كتلبيسة لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف نصفههم مهجرين ..و لا قرى مترابطة متل شهل الحولة …البلد فيها كرد و تركمان و سريان موجودين بمناطق معينة و موزعين بكل سوريا أيضا ..فيها ملل و طوائف من مئات السنين عايشة بهي البلد و هي بلدها مثلما هي بلد غيرها … حامل السلاح و المنتصر على الأرض لا يحق لها بقوة السلاح و قوة العشيرة و المنطقة التي وراءه أن يفرض على باقي السوريين منطقه و عقليته و طريقة حياته و رؤيته للدين وو الحياة … اللي عاجبه هل الحكي أو اللي مو عاجبه عليه أن يعترف بهذا الواقع لأنه ببساطة هو هكذا الواقع… في القرن الحادي و العشرين لا أحد يقبل بحكم بلاد كسوريا بعقلية أهل الحل و العقد و بعقلية مرجعيات الأفغنة ..وشاء من شاء و أبى من أبى ..من يحاول فرض و تعميم هذه العقلية لا فرق بينه و بين الأسد و شبيحته إلا بنسبة ارتكاب الجرائم ..ألم تكن الثورة ضد التفرد بالحكم و السلطة و ضد عقلية الحزب الواحد و الرؤية الواحدة للحياة و لطريقة حكم البلد و ضد احتكار حكم البلد و الدولة لفئة معينة من الشعب السوري . فماذا تتوقعون إن كان البديل المطروح من البنية العقلية ذاتها و لكن بغلاف غطاء آخر !!
من يطرح طروحات غير واقعية لا تتناسب مع تركيبة البلاد و لا عقلية العصر هذا فهو يقدم وصفة جاهزة لتقسيم سوريا و تحويلها لكانتونات و أقليم طائفية و عرقية . و ما لم يتم طرح مشروع وطني يتوافق عليه الجميع بالحد الأدنى من التوافقات فليذهب كل طرف إذا إلى منطقته و ليحكمها كما يرغب و يترك الآخرين …و ما هكذا أظن تبنى البلدان و الدول .. !! ..كفاكم أوهام و كفاكم استخدام لغة متخشبة لا تفرق عن اللغة الخشبية لحزب البعث و الشيوعية الهالكة …أي ايديولوجيا دينية كانت أو فكرية في بلد مثل سوريا سيؤدي فرضها على الآخر لتقسيم البلاد …………
شخصيا لست متضررة و لا يظن أحد أني كتير بتفرق معي و أن القضية شخصية .قبل الثورة و خلالها و الآن قلت و أقول لن أعود إلى سوريا إلا لزيارة أهلي ..و ممكن أن أتخلى عن ذلك ببساطة إذا استطاع أهلي القدوم لزيارتي أو استطعت لقاءهم بأي مكان في العالم ولكن دون أن أتخلى عن مسؤوليتي الإنسانية و الأخلاقية تجاه البلد و أهلها…. لكن هذه بلد ..فيها بشر ..فيها أهالينا ..أصدقاءنا ..فيها شي لولادنا و لا يجوز كلّما طرح أحد فكرة أن يتحسس البعض و يأتي ليحاججنا بأن تفضلوا على الأرض !! و ما خربوها أيضا إلا غالبية اللذين على الأرض بدن مزايدات على بعضنا البعض..و كل حالم بتحويل بلد مثل سوريا لصومال و أفغانستان هو شريك الأسد في تدميرها و لن أستحي بقول هذا لو كان أخي أو ابني شريك في ذلك …. بيكفي ..اصحوا … البلد عم تتفكك و تنتهي ..و أهالينا دفعوا الثمن ..دفعوا بالتأكيد ليس من أجل هذا المآل …… و للمرة الألف البلد ليست تلبيسة و لا الرستن و الحولة ..البلد أكبر بكتير من هيك …

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق