زملاء

أحمدسليمان : فالنتاين … حلبي الهوى ، سوري القلب


أعداء الحياة ، صناع القهر والإذلال ، الأدوار تختلف لكن الغباء واحد موحد ، لا عيد يفهمون أصله ولا دين يتفقون بشأنه ، يتمسكون بالتسلّط ييهرولون  بشخوص دمى تم اختراعها في سراديبهم ، يخرجون علينا بلحاهم وسيوفهم يهرولون وكراسيهم ملتصقة بأطيازهم .
صناع العدم ، في جاهلية العصر السوري المؤلم … قتلوا قبلاً عاشق الحب في معبد وثورة ، عاشق رفض أن تُمس وردته سـر مُحياه ، ســر محبته لدرب قاده الى رجم ومقصلة ، حلبي الهوى واللكنة ، ســوري القلب والثورة .

قبله كان قديس بارك العشاق ، وكان حتفه بمقصلة ، بين هاتين الثورتين ، شعوب نهضت وأخرى سُحقت ، ملوك رحلوا ورؤساء تغطرسوا واستفاقوا إما على بركة ماء أو دماء

بين الروايتان ، خيط جامع بين حالتي قتل عَمد ، والقاتل هنا من أجل دين أرضي ، أما المقتول فهو قديس مُدان لرفض إملاء وثني آنذاك، على خلاف ماحصل لـ فالنتيان الحلبي السوري ، كون هذا الأخير قُتل عقاباً على مشاركته في ثورة شعبية ، والقاتل هنا هدفه نفاق أعمى إيمانا منه بطاغية أخرق ، هذا يحصل الآن في سوريتنا المستحيلة المُعذَبة .

فالنتاين السوري يُسحل ويُهان ويُعذب علنا على مرأى العالم .. ثم يُقتل من جيش يفترض به ان يحمي أبناء الوطن ، أما القديس فالنتاين ، المتربع على عرش عشاق العالم منذ عقود فله حكاية تتمثل بتحصين الحب والدفاع عن رابط يتوج ما بعد العشق .. لكنه النتيجة يُساق بهدوء مع بضع حراس الى سجن ثم إلى يُقطع رأسه .

المهم في الروايتان أعني فالنتاين السوري ، والقديس سان فالنتاين ، إنهما قُتلا دفاعاً عن مبدأ يخص كيان آخر ، كيان بشري ، لحم ودم وحرية فكرة .
–  فالنتاين كقصته ، بات يتوجه البشر لحظة صدق وإكتشاف للذات ، وإن اختلف الكثيرون حول الفكرة التي قادته الى إعدام في مقصلة . 
– فالنتاين السوري يجمع العالم بأسره بأنه قُتل دفاعاً عن عالمه وعشقه  .. زوجته حبه وروحه كما يصفها قبل أن يتم قتله  .

نحن أمام فالنتاين جديد ، لكن المكان حلب ، والقاتل يعمل في جيش عائلي لرئيس أحمق ، قاتل يسحل ويمثل بـ فالنتاين  بعد 17 قرن ، لكن بقصة واضحة وجلية ، مصورة ، تبين اي نوع من الوحوش الذين قتلوا عاشق لحبيبته ، وما استسلم العاشق السوري لإغواء تحريره مقابل ان ان يُخبر عن مكان أبنائه .
– حظي سان فالنتاين وعيده منذ قرون خلت بما تعدى الحب نفسه لدى عشاق الأرض ، بمنأى عن رابط دين أو سواه ، فهو مرجع لكل من يؤمن بفكرة الحب التي تصنع الحياة على اختلاف العرق والدين والبلاد .

كأن بنا نحن أمام فالنتاين غربي عاش بهيئة مشرقي حلبي سوري ، بعد مقصلة عمياء قبل أكثر من 17 قرن .

الأول مات مرة واحدة وعاشت فكرته ، الثاني مات ألف مرة ، وتكاد ميتته ومقتلته ان تتلاشى في زحمة الموت بين قصف نابلم و براميل متفجرة وكيماوي خانق 

لنا فالنتيننا الــ حلبي السوري المقتول .. المصوّر بواسطة خلوي تم تسريبه لوسائل إعلام عالمية حيث تم شحطه مسافات وهم يلصقون به شتائم نابية لهدَّ رجولته واغتصاب وعيه الشفوي الفطري ، فيما يرددون دعنا نختلي بزوجتك ونتركك ، قل لنا أين أولادك ونحررك ، انت منهزم وجبان .. وهكذا كلام عنفي الى جانب ضرب وركل و هرس لجسده ، ثم أجهزوا عليه ببضع رصاصات وما بينهما كان يردد مرتي تاج راسي … 

المجد للعاشق السوري المقتول … الذي كان يردد ( مرتي تاج راسي )

أحمدسليمان  http://opl-now.org/

  • تعددت الروايات عن حقيقة احداث هذ العيد وهنا مُلخص :  قبل ما يزيد على 1700 عام في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان ،

وكان الرومان يحتفلون في 14 فبراير بملكة آلهة الرومانيين جونو ، وكانت تتفسخ وتنحل أثناء احتفالهم بهذا العيد ،
فتقوم الفتيات بكتابة أسمائهن في أوراق ثم يضعنها في زجاجات فارغة، ثم يأتي كل شاب فيختار بالقرعة اسم عشيقته ليحتفل بها في هذا العيد،
واستمر الحال على ذلك حتى القرن الثالث الميلادي الذي كان يحكم الرومان فيه الإمبراطور كلاوديس الثاني ، والذي قام بعدة حملات حربية باءت بالهزيمة والفشل ،
فأدرك أن سبب ذلك هو صعوبة جمع رجال الجيش بسبب ارتباطهم بزوجاتهم وعشيقاتهم ،
مما حدا به إلى إصدار أمر يمنع القساوسة فيه أن يتموا للجنود عقود الزواج ،
فاضطر القساوسة جميعهم للاستجابة لأمره إلا قسيساً كان يدعى : ( فالنتاين ) فقد أبى الانصياع لأمره ،
وكان يتم عقود الزواج سراً ، لكن سرعان ما افتضح سره، وبان أمره، فتم اعتقاله وإدانته بمخالفة الإمبراطور وحُكِم عليه بالإعدام،
وأثناء إقامته في السجن تعرف على ابنة السجان، والتي كانت تزوره متخفية، مصطحبة معها وردة حمراء لإهدائها له، فوقع في حبائل حبها وغرامها، وخرج عن تعاليم شريعته النصرانية التي تُحرِّم على القساوسة الزواج أو عقد العلاقات العاطفية،
ثم إن الإمبراطور قد دعاه إلى عبادة آلهة الرومان مقـابل العفو عنه، ولكنه رفض ذلك وثبت على نصرانيته فنُفِذ فيه حكم الإعدام في يوم 14 فبراير عام 207 م .

 


http://vimeo.com/57926215

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق