زملاء

بين أولوية الحل السياسي و التصعيد العسكري تباين أممي إزاء مجزرة خان شيخون

 

تصاعدت حدة المواقف الدولية إزاء الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، فبعدما أبدت الولايات المتحدة أمس مواقف متشددة وأكدت طرح كل الخيارات، تحدثت فرنسا اليوم عن أولوية الحل السياسي، ودعت بريطانيا لقرار أممي يسبق أي “إجراء منفرد” بينما  واصلت موسكو رفض الاتهام الغربي لنظام دمشق ودعت لتحقيق “معمق” بالمجزرة.

كل هذه المواقف تواصلت بعد اضطرار مجلس الأمن أمس إلى تأجيل التصويت على مشروع قرار غربي حول مجزرة خان شيخون، وذلك عقب تهديد روسيا باستخدام الفيتو لإسقاطه.

أميركيا، أكد الرئيس دونالد ترمب أن الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعدا برد على ما اعتبرها “إهانة للإنسانية” وقال منالبيت الأبيض إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليّ”.

لكن مايك بينس نائب الرئيس الأميركي كان أشد وضوحا في التعبير عن موقف بلاده بقوله إن “كل الخيارات متاحة” دون أن يذكر أي تفاصيل، وذلك في معرض إجابته عن سؤال لمحطة فوكس نيوز عما إذا كان الوقت قد حان لتجديد الدعوة لإزاحة الرئيس بشار الأسد وإقامة مناطق آمنة.

كما هاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي -خلال جلسة مجلس الأمن- روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد، وقالت “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعدُ لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟”.

وألمحت هايلي إلى إمكان التحرك في سوريا خارج الإطار الأممي بقولها “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.

فرنسا وبريطانيا
وإزاء الموقف الأميركي الذي بدا أنه يلوح بتدخل عسكري ضد نظام الأسد، عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بأولوية الحل السياسي بالنسبة لبلاده قائلا إنه يسعى للحصول على قرار أممي يدين الهجوم الكيميائي وذلك عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية.

وبدا أن أيرولت ينأى ببلاده عن تأييد عمل عسكري أوحت به واشنطن في سوريا، مؤكدا في مقابلة مع محطة تلفزيون “سي.أن نيوز” أن الأولوية لفرنسا هي التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وأضاف “يجب ألا نتحرك من تلقاء أنفسنا بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب”.

من جهة أخرى، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اليوم الخميس إنه يجب استصدار قرار في الأمم المتحدة قبل أي “تحرك منفرد” في سوريا.

وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام السوري “المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة.”

الموقف الروسي
على الطرف المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية في إدلب مسألة سابقة لأوانها، وأضافت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق.

المصدر : نشطاء الرأي + الجزيرة + وكالات

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق